ترمب يوقع اليوم مرسومًا يعترف بـ"سيادة إسرائيل" على الجولان
نبض البلدـ وكالات
بالرغم من أعلان غالبية دول العالم، رفضها القاطع لإعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب اعتراف بلاده بـ"سيادة إسرائيل" على الجولان، الا ان ترامب يصر على تحديه للتوافق الدولي على رفض ضم أراضي الغير بالقوة، "القرار 242 الصادر من مجلس الأمن عام 1967، والذي وافقت عليه واشنطن، وسيوقع اليوم الاثنين وبحضور نتنياهو مرسومًا ينص على ذلك.
وتحتل "إسرائيل" منذ حرب يونيو 1967 حوالي 1200 كيلومتر مربع من هضبة الجولان السورية في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، بينما لا يزال 510 كيلومترات مربعة تحت السيادة السورية.
ما اعلنه ترامب لم يكن خطوة ارتجالية، بل تتويجا لما قام به مسؤولون إسرائيليون وأعضاء في الكونغرس الأميركي بالدفع باتجاه قيام ترامب بهذه الخطوة.
وتقول كاثي غيلسينان الكاتبة في مجلة "ذا أتلانتيك" الأميركية حول خلفيات وتداعيات اعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل. "ألغى ترامب مرة أخرى عقوداً من سياسة الولايات المتحدة عبر تويتر عندما أعلن الخميس أن على الولايات المتحدة الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان (السورية المحتلة)".
وتضيف، أثار توقيت الإعلان، قبل الانتخابات الإسرائيلية في 9 أبريل / نيسان، اتهامات فورية بأنه يهدف إلى إفادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يواجه حملة تنافسية لإصدار لائحة اتهام وشيكة حول الفساد المزعوم. وفي أعقاب انتقال سفارة الولايات المتحدة إلى القدس المحتلة في أيار/ مايو الماضي، هذه هي المرة الثانية التي ينقض فيها ترامب مواقف الولايات المتحدة القائمة منذ زمن طويل بشأن "إسرائيل"، ويبدو أنها تقدم هدية كبيرة لنتناياهو من دون تقديمه أي تنازلات واضحة في المقابل.
كان السناتور تيد كروز يصوغ بالفعل خطة لتعزيز سيطرة "إسرائيل" على (الجولان)، التي ضمتها فعلياً عام 1981، في الصيف الماضي. تمت مناقشة هذه القضية أيضاً على أعلى مستوى في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي الأميركيين، وفقًا لمارك دوبوويتز، الذي شارك في هذه المناقشات وشارك كذلك في كتابة مقال في شباط / فبراير 2017 يدعو إلى الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان. ولم يعلق مجلس الأمن القومي على هذه المناقشات الداخلية، ولم ترد الخارجية الأميركية.
في غضون ذلك، كانت خطة كروز تمضي قدماً، وتم تقديمها كقرار لمجلس الشيوخ شارك في رعايته السناتور الجمهوري توم كوتون في كانون الأول / ديسمبر الماضي.
في شهر شباط / فبراير، قام كروز وكونون والنائب مايك غالاغير بتقديم قانون ينص على اعتراف الولايات المتحدة بمرتفعات الجولان كجزء من "إسرائيل"،
السناتور ليندسي غراهام، الراعي المشارك لمشروع القانون، ذهب إلى الجولان مع نتنياهو
كما هو الحال مع خطوة نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، فإن الإعلان محرج بالنسبة لحلفاء واشنطن الغربيين والعرب، الذين تحتاج الإدارة الأميركية دعمهم عندما يكشف البيت الأبيض عن خطة السلام التي طال انتظارها. وعلى سبيل المثال، قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية: "تنظر المملكة المتحدة إلى مرتفعات الجولان على أنها أرض تحتلها إسرائيل. هذا لم يتغير".
بالنسبة للسوريين، فإن هذه الخطوة هي ضربة أخرى. وقالت بسمة قضماني، عضو فريق التفاوض لـ"المعارضة السورية"إن هذه الخطوة تضع المعتدلين حقًا في موقف مستحيل.
وقد أثارت رندة سليم، الباحثة البارزة في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، مخاوف مماثلة، قائلة إن هذه الخطوة ستقضي على أي ضبط للنفس شعر الأسد أو إيران بضرورته وسيسمح لفيلق الحرس الثوري الإيراني بحرية المناورة بالقرب من حدود "إسرائيل".
لكن بالنسبة إلى مؤيدي سياسة ترامب، فإن إعلان السيادة الإسرائيلية على الجولان هو اعتراف بالواقع بنفس الطريقة التي كان بها نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس بمثابة اعتراف بأن المدينة هي عاصمة "إسرائيل" على الرغم من وضعها المتنازع عليها. لكن الأمر ليس كذلك.