خلال مشاركته في فعاليات " الدولي للاتصال الحكومي 2019 "
استضاف جناح نادي الشارقة للصحافة المشارك في فعاليات الدورة الثامنة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، سلسلة من الجلسات الحوارية والنقاشية التي تبحث في أبرز قضايا الإعلام العربي المعاصر، والتحديات التي تواجه القنوات التلفزيونية، وأبرز ملامح الإعلام المعاصر في تظل متغيرات العصر الرقمي.
واستهل النادي فعالياته بجلسة تحت عنوان "وقفات" قدمها الإعلامي اللبناني زاهي وهبي، تناول فيها مدى تحقيق البرامج الحوارية العربية لأهدافها المنشودة"، حيث أكد أن البرامج الحوارية العربية تجاوزت غايتها الأصيلة المتمثلة في تقريب وجهات النظر ونبذ العنصرية وتكريس ثقافة التعايش وتقبل الآخر، لتصبح برامج لتكريس النزاع والخلاف.
وأكد وهبي أن منتجي البرامج في قنوات البث العربية، لم تنجح في الموازنة بين مسؤوليتها تجاه بلدانها ومجتمعاتها، وبين الربح والمردود المادي، الأمر الذي جعل المحتوى الترفيهي يطغى على المحتوى الثقافي والمعرفي، مشيراً إلى أن ذلك توسع كثيراً حتى بات رأي المثقف العربي غائباً عن الشاشات ولا يأخذ به.
واعتبر وهبي أن أكبر التحديات التي تواجه البرامج الحوارية الثقافية في الإعلامي العربي، أنها تقدم بأقل التكاليف الإنتاجية، وتعتمد على أساليب تقاليدية في طرح القضايا، وتقدم خطابها بأسلوب جاف ولغة غريبة عن المتلقي، الأمر الذي يجعلها بعيدة عن الشاشات، وغير مرغوبة لدى المنتجين، علماً أن الفعل الثقافي مربح ويملك جمهوراً كبيراً إذا قدم بصورة لائقة.
وجمعت الجلسة الثانية التي حملت عنوان "الصحافة بين الرغبة والرهبة" كل من د. سامي عبد العزيز، رئيس لجنة قطاع الدراسات الإعلامية بالمجلس الأعلى للجامعات بمصر، ود. فاطمة السالم، أستاذ الإعلام الإلكتروني والصحافة بجامعة الكويت، وأدارها سعادة محمد جلال الريسي، المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات" وام".
وتحدثت د. فاطمة السالم عن صورة الصحفي في الغرب وهيبته التي يتميز بها، وأوضحت أن هناك فروقاً كثيرة ما بين الصحفي في بلداننا العربية وبين الصحفي في الغرب، فالمواطن هناك لديه يقين بأن الصحفي لديه القدرة على تغيير أنظمة بأكملها، وأن كلمته مسموعة ومقروءة ولها تأثير كبير.
وتحدث د. سامي عبد العزيز حول طرق وأساليب التعليم التقليدية في الجامعات العربية وتحديداً تلك التي تختص بالإعلام، وطالب بتغيير المناهج التي أصبحت تقليدية ولا تجاري عقول وتفكير أجيالنا الجديدة.
وأشاد عبد العزيز بالمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، هذا التجمع الهائل والحيوي على أرض الشارقة، وثمن دور نادي الشارقة للصحافة في الاهتمام بالإعلام وتنظيم العديد من اللقاءات والنقاشات الحوارية التي تهتم بهذا الأمر في منطقتنا العربية.
وختم د. سامي عبد العزيز الجلسة الحوارية بحديثه عن ضرورة رفع مستوى المحتوى الإعلامي، وحاجته إلى كثير من التطوير والإحياء، خاصة أن هذا المحتوى الإعلامي باللغة العربية يشكل تحدياً كبيراً أمام خبراء الإعلام والمستهلكين في جميع أنحاء الوطن العربي، واتفقت د. فاطمة السالم مع هذا الرأي بقولها: ثمة ارتباط وثيق بين حجم المحتوى العربي في الوسيلة الإعلامية وبين انتشارها ودخلها الإعلاني.
جمعت الجلسة الحوارية التي حملت عنوان "حين تصنع الكلمة رؤية وفكرة" وأدارها الإعلامي عمار تقي، كلاً من سعادة سامي الريامي، رئيس تحرير صحيفة "الإمارات اليوم"، ومحمد شبارو، أخصائي الإعلام واتصال بمؤسسة "تومسون رويترز".
وبدأ الريامي الجلسة بفيديو شرح فيه أهمية الكلمة وتاريخها وقيمتها والمبادئ التي تحملها وتبثها منذ الخليقة وحتى الآن، مؤكداً أن صاحب الكلمة سواء قولاً أو كتابة هو مسؤول عن كل من يعيش حوله، وهو ما يجعل المسؤولية ثقيلة حول رقبة الإعلاميين.
وتحدث شبارو برويترز عن الشائعات التي يساهم في نشرها بعض وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت في لمح البصر أحد أعمدة الإعلام دون دراسة أو وعي.
وقال شبارو: "إن الشائعات قديمة على الأرض قدم الإنسان، وتختلف أهداف ترويجها ما بين سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وأمنية وغيرها من الأهداف، وقد تقوم بها جماعات معينة أو أحزاب ما، ويكون ذلك في وقت السلم والحرب أيضا، وعلينا أن نهتم ونلتفت للأخبار التي تصل إلى مسامعنا، وعلينا أن نعترف أن الإعلام في منطقتنا العربية بحاجة إلى تطوير وعي وفهم القائمين عليه".
وختم شبارو حديثه بالقول: "المستغرب اليوم هو لقب الإعلامي الذي أصبح منتشراً، وهو لا يجب أن يطلق على أي شخص لمجرد أن له متابعين أو بعض من المدونات على مواقع التواصل الاجتماعي".