في أولى جلسات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي
·استمرار الأعمال بعد إطلاق حملات الاتصال عامل مهم لبناء الثقة
·فهم الجمهور هو القوة الدافعة لنجاح حملات الاتصال وليس المنتج
استعرض المنتدى الدولي للاتصال الحكومي الذي انطلقت فعالياته أمس في إكسبو الشارقة، جوانب الاتصال الأكثر قدرة على التأثير في الإنسان، وذلك خلال جلسة حوارية افتتحت فعاليات دورته الثامنة من المنتدى، بعنوان "السلوك البشري: بعد جديد لاتصال التغيير".
وشارك في الجلسة، التي سلطت الضوء على حملات تغيير السلوك القائمة على أسس علم النفس والاجتماع، كل من الدكتورة لمياء نواف فواز المدير التنفيذي، لإدارة الهوية المؤسسية والمبادرات الاستراتيجية، في معهد مصدر، وأندرو كين، كاتب ومتحدث دولي مختص بتأثير التكنولوجيا الحديثة على الأعمال والتعليم والثقافة والمجتمع في القرن الـ 21، وروجر فيسك، مدير الحملة الإعلامية والتسويقية والسياسية للرئيس باراك أوباما، في حين أدار الجلسة المراسل ومقدم الأخبار أندرو ويلسون.
وتناولت الجلسة أربعة محاور تتعلق بترسيخ ثقافة تغيير السلوك في مفهوم الاتصال الحكومي، وخطوات تصميم وتنفيذ حملات تغيير السلوك، ودور التكنولوجيا في هذه الحملات، ومن هي الحكومات الأكثر نجاحاً في مجال تغيير السلوك عبر الاتصال الحكومي.
واتفق المتحدثون على أن كل مبادرة حكومية تنموية من المفروض أن تكون مشروع تغيير لتحقيق مصلحة الإنسان، مشيرين إلى أن تحقيق هذا التغيير يتطلب الإجابة على أسئلة عدة منها، معرفة مدى وجود الرغبة في التغيير لدى الفرد في المجتمع، وهل يسمح له وضعه الجسدي والنفسي والمادي بالتفكير بالتطوير، وهل يتمتع بمرونة إيجابية ترحب بالجهود الحكومية وتشجعه على التفاعل معها، وهل الثقافة المحيطة به ستسهل عليه تبني التغيير أم ستشكل ضغطاً عليه، وهل سيستثمر في اكتساب المهارات الجديدة التي قد يتطلبها التغيير.
وأوضحوا أن الإجابة على هذه الأسئلة تستدعي أن تكون لدى فرق الاتصال الحكومي الآليات اللازمة لدراسة الإنسان وفهم عقليته ونفسيته ومحفزاته بناءً على وضعه ومحيطه وظروفه، وأن تجعل ذلك أساساً علمياً في تصميم حملاتها ورسائلها لتنجح في دفعه إلى تغيير سلوكه.
وأشارت الدكتورة لمياء نواف فواز إلى ضرورة إدراك الحكومات بأن أهمية الاتصال تكمن بكونه وظيفة ومكوناً أساسياً في المؤسسات وأداة الحكومات لطرح حملاتها الموجهة للجمهور، وأكدت في الوقت ذاته أن على الحكومات أن تعي بدقة كيفية تحليل البيانات المتعلقة بالأفراد لتحديد طريقة تقديمها وكذلك معرفة كيفية فهم الجمهور لها، والأهم من ذلك استمرار الأعمال بعد إطلاق الحملات باعتباره عاملاً مهماً لبناء الثقة.
وذكرت أن تحليل السلوك وتغييره هما قلب الاتصال الحكومي الاستراتيجي، وأن علم السلوكيات يشير إلى أن الشخص القدوة يحفز الأفراد على سلوكيات معينة، مضيفة أن الشعب الإماراتي يثق بحكومته نتيجة اتباع سياسة الاتصال المفتوح بين القيادة والمواطنين ما رسخ قناعة لدى الجمهور بأن حملات الاتصال الحكومي تخدم مصالحه.
من جانبه، أكد روجر فيسك أن حملات الاتصال في العموم ووسائل التواصل الاجتماعي يجب أن تكون قائمة على الثقة والمصداقية أولاً وأخيراً، مشيراً إلى أهمية ابتكار طرق تسهم في بناء شراكات حكومية مع القطاع الخاص لتحقيق انتشار أوسع للحملات المستهدفة بأثر أكبر وتكلفة أقل.
وتحدث عن دور التكنولوجيا في حملات تغيير السلوك، وعن كيفية ضمان الاستجابة الفورية لتواصل الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي ضمن حملات تغيير السلوك، وطريقة التعامل مع مخاطر أمن المعلومات والخصوصية في ظل ما ينتج عن دراسات تحليل السلوك من كميات ضخمة من البيانات الشخصية، مؤكداً أن انتشار التكنولوجيا في الوقت الراهن بشكل متسارع أتاح جمع كمية ضخمة من البيانات التي تحتاجها حملات الاتصال لتحديد مساراتها.
وشدد على أن الجمهور المستهدف يشكل القوة الدافعة والعامل الرئيس في تحقيق نجاح أي حملة اتصال وليس المنتج، مضيفاً أنه "من الضروري أن يكون لدينا فكرة واضحة عن طبيعة الجمهور والضغوط التي يعاني منها في مجريات الحياة اليومية، وما الذي يشعره بالسعادة، وما هي تطلعاته، وأين يتسوق، وكيف يدير أمواله، فالإجابة على هذه الأسئلة هي الخطوة الأولى نحو بناء خطة اتصال ناجحة.
بدوره، قال أندرو كين: " الحكومات في القرن الواحد والعشرين يجب أن تكون واثقة وحازمة وتعمل على جمع البيانات وفق استراتيجيات واضحة، وصحيح أن بعض السياسيين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كاذب لكن الصدق في النهاية هو الذي سينتصر في عملية التواصل الاجتماعي"
وأكد أن علم السلوك يشكل فرصة للريادة، منوهاً بتجربة حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة في تبني علم تغيير السلوك في الاتصال الحكومي وتطبيقه بأعلى المعايير على مستوى المنطقة.
يشار إلى أن المنتدى يقام على مدى يومين، في مركز إكسبو الشارقة، تحت شعار "تغيير سلوك.. تطوير إنسان"، بمشاركة عدد من مسؤولي الاتصال الحكوميين ونخبة من خبراء الاتصال المحليين والدوليين.