نبض البلد– عمان – خليل النظامي
قال جلالة الملك عبدالله الثاني خلال زيارة قام بها امس لمحافظة الزرقاء "ستسمعون خبرا مفرحا بخصوص الغارمات يوم الجمعة".
ويأتياعلان جلالته عنالمفاجأة الملكية المفرحةقبل يوم واحدمن مناسبة عيدالأم الذي يصادفاليوم الخميس.
وكانت قضية الغارمات قد شغلت الرأي العام المحلي لما تنطوي عليه من حساسية الزج بالنساء في السجون لعجزهن عن سداد قروض استدنها لعمل مشاريع صغيرة يعتشن من عوائدها او اقترضن المال لقضاء ضائقة مالية.
ورغم صدور عفو عام مؤخرا الا ان العفو لم يشملهن بذريعة ان هذا النوع من القضايا حقوق للمواطنين ولاتعد من الجرائم.
الغارمات بين الماضي والحاضر
في الماضي لم يكن معروفا في المجتمع الاردني مصطلح "الغارمات"، حتى ان الاعراف والتقاليد لم تكن تسمح للمرأة بالمشاركة في حمل متاعب الزوج ومساندته في هذا الخصوص تحديدا، وكانت المرأة الاردنية في نظر اهلها وزوجها ومجتمعها مقدسة وارفع من ان توضع بمثل هذا الامر لان العزة كانت تتطلب حماية المرأة من هذه المخاطر واقصد هنا القروض المالية، وعدم اقحامها لان الزوج مهما قست عليه الظروف هو المجبر بحل مشاكلة الاقتصادية، اضافة الى ان الظروف الاقتصادية كانت افضل مما هي عليه الان اضعاف المرات.
حديثا اخذت الحياة منعطفا اجباريا في حياة المرأة واضافت الظروف الاقتصادية السيئة على كاهلها المشاركة بأي شكل من الاشكال الاقتصادية للحفاظ على بيتها واسرتها، ولم يكن هناك خيار اسهل لها من خيار القروض، وفي مقابل الظروف الاقتصادية الصعبة نجد ان وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي قد تم اغراقها بالحملات الاعلانية لمؤسسات وشركات الاقراض تغلفها صبغة الاغراءات والتسهيلات في ظل رقابة لا تكاد تذكر من قبل الجهات المناط بها رقابة مؤسسات الاقراض والتمويل.
صيحات الغارمات في سماء الاردن
ولم يأخذ الامر وقتا طويلا حتى اعتلت نداءات وصيحات الغارمات سماء الرابع وعلى اعتاب مجلس النواب، واتخذت مواقع التواصل الاجتماعي مركزا لاقامة الحلقات اليومية على صفحات النشطاء للمطالبة بمساعده هذه الفئة من المجتمع، وصولا الى حملات تبرعات نفذها نشطاء وجمعيات معنية بالمرأة قاصدين فيها اهل الخير من الداخل والخارج.
واستمرت الاصوات التي تطالب بحل قضايا الغارمات نداءاتها وفي المقابل ليس هناك اجابة يسمعونها سوى اصداء اصواتهم تتردد بين جدران العزلة والخوف من كلبش الحديد الذي ينتظر ظهورها لتنفيذ الحكم الذي حكمت به، ومن هناك من يتسول على قضاياهن ومن استخدم قضيتهن كجسر ينتقل به من اليابسة للطبيعة الخلابة، ومنهم ايضا من اقتنص القصص دون مراعاة الاعراف لينال جزءا من الشهرة على حساب دموع الغارمات وظروفهن القاسية.
احصائيات وتقديرات
وتوضح اخر الاحصائيات المتوفرة ان عدد الغارمات في الاردن بلغ حوالي 176 ألف مقترضة من البنوك العاملة في الاردن، موضحة ان شركات التمويل الصغيرة تقرض 417 ألف فرد أغلبهم من النساء ومتوسط قيمة القرض 550 ديناراً.
وفي تصريحات سابقة للحكومة اوضحت ان عدد الغارمات المسجل بحقهن طلبات قضائية بلغ حوالي 57 الف غارمة.
وكانت الحكومة قد خصصت من موازنة العام الحالي نحو 750 الف دينار لصندوق الزكاة بهدف حل قضاياهن.
نشميات قدر لهن ان تكون مشاركتهن في الحياة مؤطرة بالمخاطر والمجازفة في سبيل تحصيل لقمة عيش كريمة لابنائهن وغطاء دافىء يقيهن من برد الشتاء القاسي، منهن من بادرت لاسناد زوجها بعد فشله في معركة الحياة، ومنهن من غرر بها من قبل مؤسسات لا تعرف سوى التمويل بهدف توسعة ارصدة البنوك خاصتهم بذريعة تمكين المرأة في المجتمع.
اردنيات وقعن في مصائد الظروف الاقتصادية الصعبة، اصبحن قابعات في السجون بعيدا عن ابنائهن، ومنهن من لا تجرؤ على الخروج لشراء ابسط حاجياتها خوفا من الملاحقة القانونية.
وها هو جلالة الملك عبدالله الثاني يقدم لهن هدية خاصةبمناسبة عيد الام ويخلصهن من عذاب السجن وشقاء الملاحقات، ليفتح بيديه لهن باب حياة جديدة وسعيده مع عائلاتهن.//