مخاوف من ان تشكل "سلفيت" دافعا لآخرين ومحلل: السلطة احبطت 30% من العمليات
نبض البلد - وكالات
قال جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي "الشاباك" في بيان اصدره في اعقاب اغتيال الاحتلال لمنفذ عملية سلفيت، أن "اغتيال أبو ليلى جاء نتيجة جهد استخباري وأمني مكثف" جرى منذ تنفيذه العملية، وقتله جندياً ومستوطناً وإصابته جندياً آخر بجراح بالغة.
هذا البيان لم يوضح اية تفاصيل عن الساعات التي سبقت عملية " الاغتيال"، لكن وسائل اعلام الاحتلال سرعان ما بدأت تتحدث عن اسرار الساعات الاخيرة، وتفاصيل اغتيال الشهيد عمر الذي نفذ عملية مزدوجة على مفترق "أرائيل"، قُتل فيها الجندي غال كيدان، والحاخام احيهاد إيتنغر، وأصيب اخرون.
وجاء في تقرير لمراسل هيئة البث الإسرائيلية "كان 11": "في التاسعة من مساء الثلاثاء وصلت ما اسماها "المعلومة الذهبية" لجهاز الشاباك عن مكان تواجد مكان أبو ليلى".
بدورها، شددت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، على "أنّ جهودا استخبارية وامنية مكثفة في الايام الماضية أجريت للوصول الى ابو ليلى، "بالإضافة إلى التنسيق الأمني مع اجهزة السلطة، تم من خلالها تبادل المعلومات الاستخبارية وبالتالي ادت للوصول الى عمر".
وتعليقا على تمكن جيش الاحتلال من تصفية الشهيد أبو ليلى، بعد مطاردة دامت أكثر من 72 ساعة، بارك رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، الاغتيال، قائلاً إن العملية "جاءت سريعة وإن يد إسرائيل الطويلة تصل إلى كل مكان"، علماً أن ثلاث كتائب عسكرية شاركت في العملية، وأطلقت أكثر من صاروخي لاو بعدما هدمت أجزاءً كبيرة من المنزل المستهدف.
وأشاد وزير الحرب المستقيل أفيغدور ليبرمان بـ"العمل الاحترافي والسريع الذي أدى إلى تصفية أبو ليلى".
وعلق الوزير يوآف غالانت: "جنود الجيش وأفراد الأمن لن يناموا ولا يناموا، وسنقاتل أعداءنا".
وفي تفاصيل عملية التصفية، أوضح موقع ( آي 24) الإسرائيلي، أن عملية تصفية منفذ عملية سلفيت، "هي نتيجة لتعاون استخباراتي وعملي تم خلاله استخدام قدرات استخباراتية عملية وتكنولوجية مختلفة أدت الى الوصول إلى منفذ العملية في بناية داخل عبوين".
وأكدت القناة 13، أن "العملية الاستخباراتية لم تنته بعد، ويجب على دائرة الأمن العام تقديم إجابات بشأن طريق هروب منفذ العملية".
وأضافت: "هناك أسئلة كثيرة تثار؛ كيف اختفى ليومين ونصف؟ هل ساعده أحد؟ وكيف وصل إلى نفس المبنى في عبوين؟"، منوهة إلى أنه "يتعين على جهاز الشاباك، فحص ما إذا كانت هناك أية علامات تشير إلى نية تنفيذ هجوم مستقبلي من أجل منعه".
وكشفت أن "معلومة منتظرة حول مكان المنفذ، وصلت الليلة قبل الماضية، حيث أكدت أن "أبو ليلى كان مختبئا في مبنى من طابقين في عبوين التابعة لمناطق نفوذ وسيطرة السلطة الفلسطينية".
وقال ضابط سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية إن "عملية سلفيت شكلت نجاحا لموجة التحريض التي تجتاح الأراضي الفلسطينية".
وبعد استشهاد منفذ العملية فإن التقدير السائد لدى أجهزة الأمن أننا أمام منفذ منفرد، لكن العملية تعدّ تطورا نوعيا في التخطيط والتنفيذ وهي النتيجة المباشرة للحالة السائدة في المناطق الفلسطينية، حيث قتل مؤخرا عدد من الضباط والجنود والمستوطنين وأصيب العشرات بجراح.
وقال يوني بن مناحيم أن "الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعتقد أن المنفذ خطط للعملية بصورة متقنة وبأعصاب باردة، رغم أنه لم يحمل سلاحا ناريا، بل اكتفى بسكين أخفاها بملابسه، وكان هدفه الأساسي الحصول على سلاح أحد الجنود كي يواصل عمليته في مراحلها اللاحقة".
وأشار إلى أنه "بعد العمليات الأخيرة التي نفذها أبناء عائلة البرغوثي في الأشهر الأخيرة، في مفترق عوفرا وجفعات آساف، فقد تحولت المفترقات الرئيسة والمكعبات الأسمنتية إلى هدف مفضل لاستهداف الجنود والمستوطنين".
وختم بالقول إن نجاح هذه العمليات من شأنه أن يشجع شبانا آخرين في الضفة على تنفيذ عمليات مشابهة في المستقبل، باستخدام الطريقة ذاتها".
من جانبه، ذكر الكاتب في "معاريف" مائير عوزيئيل أن "عملية سلفيت تعيد طرح أسئلة عديدة ليس لها إجابات حتى اللحظة، من بينها: هل خاف الجنود من مواجهة المسلح؟ هل تعدّ هذه العمليات جزءا من حالة المخاطرة التي يواجهها المستوطنون حين يجتازون الخط الأخضر القديم؟".
وأضاف أن "عملية سلفيت تعبير عن أن المقاومة لا تتوقف عند خط أخضر وآخر، ولا تعترف به".
بدوره، ذكر المحلل العسكري آفي سخاروف أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أحبطت 60% من عمليات المقاومة في الضفة، فيما أسهمت السلطة في إحباط 30%.
ونبه إلى أنه رغم جهود السلطة في إحباط العمليات والهجمات ضد الجيش والمستوطنين، إلا أن الحكومة لا تقدر ذلك، وأضاف "هناك من يدعو إلى تفكيك السلطة"، مشيراً إلى أن حكومة نتنياهو تتخوف من الاعتراف بجهود السلطة والإقرار بأنها أنقذت في السنوات الأخيرة أرواح مئات الإسرائيليين.
ولفت سخاروف إلى أن تزايد دوافع الفصائل الفلسطينية والمقاومين لتنفيذ عمليات، واستعرض مجموعة من العوامل التي تزيد من دوافع تنفيذ العمليات أولاها التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى، اما العنصر الثاني فهو التوترات التي تجري كالأوضاع داخل السجون، إضافة إلى المظاهرات والمسيرات في قطاع غزة.