أردنيون بحثوا عن حياة أفضل بنيوزيلندا.. فقتلهم الإرهاب

نبض البلد -

نبض البلد – عربي 21

‏"من أهم الأسباب لاتخاذ قراري بالانتقال إلى نيوزيلندا هو أنهم هناك لا يهتمون بمن تكون، ويعاملونك على أنك إنسان، ومسموح لك أن تفعل ما تريد".

لم يكن الشاب الأردني وسيم الساطي الدراغمة (36 عاما) يعلم عندما كتب هذه الكلمات على موقع "فيسبوك"، أنه سيكون في يوم من الأيام هو وابنته لين (3 سنوات) من بين المصابين في الهجوم الإرهابي على مسجد النور في نيوزيلندا.

عمل وسيم حلاقا في العاصمة عمّان، إلا أنه قرر قبل خمس سنوات البحث عن حياة أفضل، ليغادر إلى نيوزيلندا، ويعمل في نفس المهنة التي برع بها، كما يقول والده ساطي عبد الرزاق.

وحسب والده: "حالة وسيم في تحسن، إلا أن ابنته لين مازالت في حالة حرجة، بعد تلقيها 3 رصاصات في الحادث الإرهابي".

صديق وسيم، الإعلامي أسامة الجيتاوي، يتذكر مواقف جمعته معه قبل هجرته إلى نيوزلندا، يقول، "وسيم تركنا وترك الأردن من سنين، وهاجر إلى نيوزيلندا، كانت لديه قناعة أن مكانه ليس في الأردن، كان دائما يشاركني أحلامه الوردية برغبته في الاغتراب، وأن يصبح كوافيرا عالميا في أوروبا".

ويتابع الجيتاوي: "في كل مرة أقص فيها شعري عند وسيم، يبدأ بالحديث عن طموحه، وكيف يخترع قصات جديدة، وكان يطمح دائما في أن يصبح مشهورا، لكن الأبواب كانت مغلقة في وجهه، لم يستطع تحقيق ذاته في الأردن بسبب الإحباط، ما دفعه لبيع محله والهجرة".

وسيم من بين ثمانية أردنيين أصيبوا بالهجوم الذي ذهب ضحيته أيضا 4 أردنيين آخرين، من بين 50 ضحية، بينهم المهندس عطا عليان الذي قتل في الهجوم، وجرح والده الدكتور محمد عطا عليان، أحد مؤسسي المسجد كما يقول سائد العظم أحد أقاربه.

هاجر عليان الأب إلى نيوزيلندا في العام 1992، كما يقول أقاربه، وأنهى ابنه محمد (33 عاما) الثانوية العامة بعمر الـ15 في الكويت، ثم حصل على بكالوريوس في هندسة البرمجيات بعمر الـ18، وهو لاعب كرة قدم في المنتخب النيوزيلندي.

ويدير عليان الأب والابن شركة خاصة بالاستشارات في نيوزيلندا تدعى "إيي أند إيي للاستشارات التعليمية" تأسّست سنة 2007، قام من خلالها على تلبية حاجات الطلاب العرب بحثاً عن التعليم ذي النوعية العالية في مرحلة ما بعد الثانوية بالتعاون مع جامعات نيوزيلندية.

وبحسب أقاربه، فقد تميّز الدكتور عليان وابنه عطا بأنهما عضوان ناشطان في صفوف المجتمع الإسلامي في نيوزيلندا واتحاد المسلمين بمقاطعة كانتربري.

أما خالد الحاج مصطفى، فهو سوري عاش فترة طويلة في الأردن، هربا من الحرب والموت، ليجد نفسه وجها لوجه معها في نيوزيلندا.

عمل الحاج مصطفى مدربا للخيل في الأردن، بعد أن جاء وعائلته من سوريا، ويعمل أشقاؤه كذلك في تدريب الخيول.

تقدم للهجرة إلى نيوزلندا منذ مدة، وحصل عليها في نهاية عام 2018 إلا أنه لم يكمل شهره الثالث في نيوزيلندا ليلقى حتفه هناك، ويصاب ابناه في الهجوم.