نبض البلد – عمان
دعت جماعة عمان لحوارات المستقبل رؤساء الوزارات في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، كي يقوم كلٌ منهم بتقديم بيان تفصيلي واضح للناس حول الفترة التي تحمل فيها المسؤولية العامة، بما لها وما عليها على ضوء كتاب التكليف السامي للحكومة والرد على كتاب التكليف السامي، وبيان الحكومة لنيل ثقة مجلس النواب ورد الحكومة على النواب في جلسة الثقة، وأهم إنجازات الحكومة والعقبات التي حالت دون تحقيق كامل برنامجها.
وقالت الجماعة في بيان صحفي تلاه رئيسها بلال حسن التل خلال مؤتمر صحفي عقدته في مقرها لإطلاق مبادرتها الجديدة التي تحمل اسم "زرّاع الأمل .. الإنجاز في مواجهة التشكيك والإحباط": إن دعوتها تأتي إنصافاً للمملكة الرابعة، بحيث تكون بيانات الحكومات أساساً للحوار وإيصال المعلومة ورداً للاتهامات وإنكار الإنجازات، وحتى يكون الجميع على علم ودراية بجميع الحيثيات والقرارات التي مست حياتهم وتمس مستقبلهم. والتزمت جماعة عمان لحوارات المستقبل، حسب البيان، بتوفير المنبر اللائق والمناخ المحترم للرؤساء الذين يستجيبون لدعوتها هذه وفق برنامج زمني يرتب على أساس سرعة وتوقيت الاستجابة لهذه المبادرة.
وقالت الجماعة في بيانها: إن مبادرتها الجديدة هي جزء من استراتيجيتها في التصدي لحرب الإشاعة التي يتعرض لها بلدنا، والتي تنكر كل إنجاز تحقق أو تسيء إلى بلدنا أو تشوهه؛ خدمة لقوى تحاول الإساءة لعهد جلالة الملك عبدالله الثاني, وتضاعف من حجم الضغوط التي تمارس على بلدنا وقيادتنا, لتمرير صفقات مشبوهة في المنطقة تلحق الأذى ببلدنا وبحقوق أمتنا ومقدساتنا, ما يستدعي أن نتصدى جميعاً لحملة الإنكار والتشويه من خلال إبراز إنجازات العهد التي تحققت رغم كل الصعوبات والتحديات والضغوط, وفي طليعة من يجب أن يتصدى لهذه الحملة رجالات الوطن الذين ساهموا في تحقيق الإنجاز، خلال تحملهم للمسؤولية.
وأضافت أن دعوتها لرؤساء الوزراء هي جزء أساس ورئيس من مبادرة "الإنجاز في مواجهة التشكيك والإحباط"، حيث ستلي هذه الخطوة خطوات أخرى، من بينها أن الجماعة ستقوم بالعمل على إبراز الإنجازات وقصص النجاح التي تحققت في بلدنا خاصة خلال العقدين الماضيين، وفي هذا المجال فإن جماعة عمان لحوارات المستقبل، تأمل من وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء المساهمة مع الجماعة في إبراز هذه الإنجازات وفق خطة واضحة المعالم تقود إلى النتائج المرجوة.
وقالت الجماعة: إنها بنت مبادرتها هذه على جملة من الحقائق، أولها الإيمان بأن الأردن دولة راسخة تقوم على شرعية دينية وشرعية تاريخية عززتهما شرعية إنجاز معجز قياساً مع قلة الإمكانيات، كذلك الإيمان بأننا قادرون على تخطي كل الصعوبات التي تواجهنا في هذه المرحلة من تاريخ وطننا على ضوء تجاربنا الوطنية السابقة. ومن هذه الحقائق إن دولاً كثيرة كانت تمتلك من الإمكانيات أضعاف ما يمتلكه الأردن، ومع ذلك لم تحقق شيئاً مما حققه الأردن على صعيد التنمية والازدهار، بفضل الاستقرار السياسي الذي وفره الإجماع الوطني على العرش الهاشمي، وهو الإجماع الذي ما زال حالة وطنية عامة تشكل رافعة وطنية لحركة نهوض وطني مطلوبة لإخراج وطننا من أزمته الاقتصادية، ومن الأجواء التي تبدد الطاقات وتشحن أجواء الوطن بالإحباط.
وأضافت: ان انتقال السلطة في بلدنا كان يتم في العقود الماضية بسهولة وبسلاسة، وظل الأردنيون يمارسون عملية المزج بين تجارب الأجيال وتزاوجها وانتقالها من جيل إلى جيل، الأمر الذي كان يجدد قيادات الدولة الأردنية وكوادرها، فكانت الأجيال الأردنية تتعاقب على المسؤولية في كل المواقع، وكل جيل منهم يسلم الجيل الذي يليه الراية ليكون عوناً وسنداً لمليكه، ما وفر للدولة الأردنية صفة التطوير والتحديث بفعل القدرة على فرز الكفايات والقدرات القيادية.
وتابعت الجماعة في بيانها، "لم يكن بلدنا يغرق في بحر التفسيرات غير المنطقية لكل حركة تغيرات في مواقع الدولة المتقدمة لأن الأردنيين كانوا يعتبرون المنصب تكليفاً وأداءً للواجب الوطني، لا تشريفاً ومغنماً وباباً من أبواب جلب المنافع، ومعها الاتهامات التي تهز الثقة بالدولة ومنجزاتها، كما صرنا نلمس خلال السنوات الأخيرة التي صارت فيها مواقع التواصل الاجتماعي تعج بالاتهامات وإثارة الشبهات التي لم يعتاد عليها الأردنيون في عهودهم السابقة.
واردفت الجماعة: "كما أن بلدنا كان منذ سنوات طويلة يدفع أثمان ما تعيشه المنطقة من اضطرابات، خاصة تلك التي فرضتها تداعيات ما سمي بـ "الربيع العربي" التي أدخلت بلدنا في حالة حصار غير معلنة، بسبب إغلاق حدوده البرية لأسباب معروفة، ما أثر تأثيراً واضحاً على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية فيه، إضافة إلى الضغوط السياسية والاقتصادية التي يتعرض لها بلدنا جراء رفضه الدخول في عدد من الصفقات والتحالفات خاصة تلك المتعلقة بقضية فلسطين، إن ذلك كله أوجد أجواء من اللغط وتبادل الاتهامات حول ما نعيشه، ومن يتحمل مسؤوليته".
وقالت: إن الأردن دولة عريقة راسخة تقترب من الاحتفال بمئويتها الأولى، وخلال هذه العقود الطويلة من عمرها مرت بأزمات أخطر وأكثر تهديداً مما تمر به الآن، لكنها استطاعت أن تجتاز هذه الأزمات، وأن تنتصر على التهديدات من خلال الثقة بالنفس ومن خلال وحدة الصف، ومن خلال مراجعة النفس والاعتراف بالأخطاء، وبتحمل المسؤولية ومن خلال الاعتراف بالإنجازات لا نكرانها".
ودعت الجماعة "الأردنيين إلى الخروج من أجواء الاتهامات واللغط واستبدال ذلك بثقافة التبين والخروج من حالة الإحباط باستعادة الثقة بالنفس عبر الإنجاز الذي يأتي من خلال العمل، ومدخل ذلك كله المصارحة وتحمل المسؤولية، عبر عملية مراجعة لمسيرة بلدنا في السنوات الأخيرة؛ مراجعة تُذكر بالإنجازات والتحديات التي تغلبنا عليها، والعقبات التي لابد من تذليلها، وهو ما تسعى هذه المبادرة إلى المساهمة في تحقيقه".