ريفلين: الاتفاق حقق "حلم الصهيونية بالاعتراف المتبادل وأدرى لاختراق جدار المقاطعة العربية
الناصرة- وكالات
قال وزير الأمن وقائد جيش الاحتلال السابق الجنرال (احتياط) موشيه يعلون، إن اتفاق كامب ديفد من أكبر إنجازات دولة الاحتلال، وبفضله تحول الصراع الإسرائيلي- العربي لإسرائيلي- فلسطيني، لكنه وبالتزامن حرض على اتفاق أوسلو واعتبره مصدرا لـ"الإرهاب".
وتطرق يعلون في محاضرة القاها في مؤتمر نظمته الجامعة العبرية في القدس المحتلة بمناسبة 40 عاما على توقيع اتفاق كامب ديفد بين "إسرائيل" ومصر امس، الى الاتفاق من زاوية نظر تاريخية وأمنية ودبلوماسية، وقال إنه لا شك أن اتفاق كامب ديفد الموقع قبل 40 عاما يشكل أحد أكبر الإنجازات الهامة للسياسة الخارجية الإسرائيلية بصفته أول اتفاق بين "إسرائيل" وبين دولة عربية.
وناقش معهد ترومان الاستشراقي التابع للجامعة في المؤتمر قضية التطبيع في علاقات "إسرائيل ومصر، السلام البارد أو الدافئ".
وأضاف، "بعد توقيع كامب ديفد بدأت دول عربية التسليم بوجود "إسرائيل" وبحقها بالبقاء كدولة قومية للشعب اليهودي وهذه مسيرة بدأت ولم تستكمل بعد حتى اليوم".
وقال يعلون، "يمكن القول اليوم إن "إسرائيل" وأنظمة عربية تقف في جانب واحد، مضيفا "أنه لم يعد هناك صراع إسرائيلي- عربي بل صراع إسرائيلي- فلسطيني، وكل هذا ما كان ليحدث لولا خروج مصر من الصف العربي قبل 40 عاما"
واضاف، إن هناك مصالح مشتركة وهي ليست فقط مرتبطة بالأعداء والماء والزراعة الذكية والهايتيك وإنها تدرك قدرات التكنولوجيا الدقيقة الإسرائيلية وهنا فرصة لدفع منظومة علاقات تستند على مصالح.
وحول السلام مع مصر، قال يعلون "ما يحمي السلام مع مصر كما هو اليوم على الأقل حيث يبدو أنه من الممكن الاستمرار به بالمنظور القريب، هي المصالح المشتركة". مشيرا لوجود إمكانية تعاون على المصالح مع دول مجاورة وبعضها علانية.
وحول الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، زعم يعلون في إشارة لاتفاق أوسلو إن السلام مقابل الأرض تحول إلى "مناطق مقابل إرهاب" أو "مناطق مقابل صواريخ" في الجنوب.
يعلون الذي يرفض التسوية مع الفلسطينيين وسبق أن دعا لـ"كّي وعيهم بواسطة النار" في كتابه "طريق طويل طريق قصير" أضاف "وهذا يدفعنا للاستنتاج بضرورة الحذر عند الحديث عن اتفاقات، فالسلام يصنع من منطلق مصالح، تفكير عميق لا من منطلق الأمنيات أو الأوهام، ولذا فإن الطريق التي شقت قبل 40 عاما وتحولت لاتفاق رسمي ينبغي أن تستمر وأن تدفع منظومة العلاقات القائمة على مصالح".
وخلص يعلون الذي يخوض الانتخابات البرلمانية ضمن حزب أبيض- أزرق برئاسة بيني غانتس للقول، إنه "يأمل أن يأتي السلام من مصدر قوة لا مصدر ضعف ومن خلال خلق مصالح مشتركة لإسرائيل كدولة يهودية ديموقراطية آمنة ومزدهرة وأخلاقية".
من جهته، قال وزير القضاء والمخابرات الأسبق دان مريدور، "إن امتحان القيادة هو الأساسي الأهم، وتابع "كان اتفاق كامب ديفد واحدا من الأمثلة الرائعة لإبداء قيادة شجاعة وحكيمة وناجحة".
مريدور الذي كان ينتمي لحزب الليكود اعتبر في محاضرته أن هناك حاجة لقيادة لها قدرة على اتخاذ قرارات تستند لعملية تاريخية كما فعل مناحم بيغن بالانسحاب من سيناء قبل 40 عاما.
من جهته، اشاد رئيس دولة الاحتلال رؤوفين ريفلين، بمناحم بيغن وبأنور السادات لتوصلهما لاتفقا سلام تاريخي، محققا "حلم الصهيونية بالاعتراف المتبادل مع العرب."
وتابع "واليوم ننظر للخلف باندهاش ونرى عمق ما حققه هذا الاتفاق مع مصر والذي تسبب بانقلاب جيوسياسي في المنطقة وأدرى لاختراق جدار المقاطعة العربية العالي المانع للتطبيع مع "إسرائيل".