زاوية سناء فارس شرعان
كما كان متوقعا هزم داعش في آخر مواقعه بشرق الفرات بعد ان ابعدت قوات سوريا الديمقراطية المدنيين من المنطقة الى مخيمات اللجوء في الحسكة فيما فر آخرون الى خارج المنطقة من خلال الرشاوي لمختلف القوى في المنطقة بما فيها قوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية وقوات الحرس العراقي التي سمحت بدخول الفارين الى الاراضي العراقية رغم معاناة العراق من احتلال داعش لمحافظاته الوسطى والشمالية لعدة سنوات وتدمير البنية التحتية لهذه المحافظات اثناء تحريرها من براثن داعش بالاضافة للجرائم التي اقترفها التنظيم الارهابي ضد العراقيين التي تتضاءل امامها فظائع النازية خاصة على صعيد الاعتداء على الايزيديات في منطقة سنجار حيث تم احتجاز الالاف منهن واساءة معاملاتهن واغتصابهن وبيعهن في سوق الرقيق وبيعهن بثمن بخس بعد عرضهن عاريات في سوق النخاسة.
هزيمة داعش بعد هجوم قوات سوريا الديمقراطية على آخر معاقله في شرق الفرات ادى الى ترحيل المئات من المدينيين الى منطقة الحسكة وفرار المئات من قادة داعش بعد ان دفعوا مبالغ طائلة لقوات سوريا الديمقراطية بالاضافة الى ان هذه القوات افرجت عن عشرات من قاعدة داعش الذين لم يستسلموا مقابل دفع مبالغ مالية …
واذا كان الهدوء قد عاد عاد الى كل من سوريا والعراق بعد هزيمة داعش فيفترض الآن عودة القوات الامريكية من سوريا بعد ان اعلن الرئيس ترامب مرارا عودة هذه القوات الى ارض الوطن فور الانتصار على داعش العيش مع اسرهم واقاربهم واصدقائهم الا ان هذا الوضع كان معكوسا في اوروبا حيث انتشر الرعب وعم الخوف من هزيمة داعش لا سيما وان الرئيس الامريكي دونالد ترامب طلب مسبقا من الدول الاوروبية السماح بعودة مواطنيها الذين كانوا يقاتلون مع داعش الى بلدانهم لاخلاء الشرق الاوسط وغيرها من مناطق التوتر والارهاب منهم ولابعادهم عنها، الأمر الذي اثار خلافا بين ضفتي الاطلسي كما اثار خلافا بين الدول الاوربية حدد مصير الاوروبيين الذين قاتلوا في صفوف داعش.
المخاوف اجتاحت المانيا التي وافقت على عودة مواطنيها الذين قاتلوا في صفوف داعش الى وطنهم لا سيما بعد الاعلان عن فرار اعداد كبيرة من الدواعش من قوات سوريا الديمقراطية واطلاق سراح عدد من القادة بعد انتهاء العمليات القتالية في منطقة شرق الفرات خشية من قيام هؤلاء بعمليات ارهابية في المانيا ودول الجوار الاوروبي.
اما فرنسا وبريطانيا وايطاليا وبلجيكا وهولندا وغيرها من الدول الاوروبية فقد رفضت عودة المقاتلين الاوروبيين في صفوف داعش الى بلادهم مطالبة بمحاكمتهم في سوريا والعراق او من قبل قوات سوريا الديمقراطية في الوقت الذي يرفض فيه القانون الدولي محاكمتهم من قبل قوات سوريا الديمقراطية كونها ميليشيا وليست دولة او عضوا في المجتمع الدولي الذعر يدب في ارجاء اوروبا بعد هزيمة داعش وقرب عودة مقاتليه من الاوروبيين لا سيما ان له خبرة طويلة في القتال وقيادة العمليات الانتخابية واقتحام المدن وتنفيذ احكام الاعدام ممن ترفض مثل هذه العمليات في القارة الاوروبية وخاصة في فرنسا وبريطانيا والمانيا وبلجيكا ..
والى ان يتم الاتفاق على مصير الدواعش الاوروبيين البالغ عددهم زهاء ٥ آلاف مقاتل فان الحضارة الاوروبية ستبقى في حالة رعب وغليان من احتمال عودة المقاتلين الى ذويهم … !!!