سعي الرجوب والعالول لترسيخ نفوذهم يؤجج الخلافات داخل "الحركة"
نبض البلد ـ عمان _ وكالات
لم يكن الخلاف بين اعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح حول منصب رئيس الوزراء بعد استقالة رئيس حكومة السلطة د. رامي الحمد الله هو الاول من نوعه، فالخلافات بين أقطاب الحركة يعود لسنوات طويلة، لكنه لم يصل الى هذه الحالة غير المسبوقة من الحدة التي دفعت رئيس "فتح" محمود عباس الى التلويح "بقلب الطاولة على رؤوس الجميع".
وتشير المعلومات المتسربة من "المقاطعة" ان القلق بدأ يسكن "أبو مازن" من مآلات الصراع الدائر داخل "فتح" واستمراره على وراثة رئاسة السلطة الفلسطينية، خاصة مع سعي كثيرين إلى ترسيخ نفوذهم تجهيزاً للحظة التي ستلي رحيل الرئيس الفلسطيني.
وتقول مصادر "فتحاوية"، إن خلافات شديدة اندلعت اخيرا داخل أروقة "فتح" والسلطة، وان هناك تنافساً كبيراً بين القيادات المؤثرة بـ"المركزية" على المناصب والنفوذ ورئاسة الحكومة أيضاً، وان "الشخصية الوحيدة القادرة على حسم الأمر هو الرئيس عباس" الذي يبدو ان حجم المعلومات والتسجيلات الصوتية والتقارير الأمنية التي تصل إليه كبيرة ومقلقة، وفقا لمراقبين.
ويوضح هؤلاء المراقبين وهم من المطلعين على الشأن "الفتحاوي" الداخلي، انه على الرغم من تعيين جبريل الرجوب أميناً لسر "المركزية"، والعالول نائباً للحركة، إلا أن ذلك لم يحد من الخلافات والصراعات داخل الحركة، مشيرين الى ان اختيارهما للمنصبين عقد الأمور أكثر، وان "الصراع بالمركزية ما هو الا لتعزيز نفوذ الشخصيات المتصارعة"، والتي من ابرزها بالاضافة الى الرجوب والعالول، عزام الأحمد، ومحمد اشتية.
ويرى، محللون سياسيون، إن فتح تواجه مشكلة كبيرة في مراكز القوى، ولا يجمعها سوى شخصية الرئيس، سواء الراحل ياسر عرفات أو عباس، موضحين، أنه بدا واضحا وجود صراع داخل "المركزية"، إلا أنه لم يطغ على الساحة حتى اللحظة، نظراً لمحاولة قيادتها حسم الصراع داخلياً
ويشير المحللون إلى أن خلافات طاحنة تدور بين الرجوب من جهة، وبين التحالف المستجد الذي يجمع العالول، وعضو "المركزية" وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج، والذي بدا لافتا باعلان رفضه المعونة الأميركية المُقدَّمة إلى الأجهزة الأمنية، فيما شدد فرج على ضرورة إعادة العلاقات مع الولايات المتحدة، على الأقل من الناحية الأمنية، لأن واشنطن هي "الضامن الأساسي لاستمرار السلطة".وفي هذا الاطار، تشهد الحركة تصادماً مستمراً على خلفية محاولة موالي الرجوب محاصرة امتداد منافسه العالول، وفي هذا الإطار يمكن فهم، القاء الأمن الفلسطيني القبض على مجموعات حاولت تهريب سلاح، فيما يعمل "المخابرات" لدعم العالول ومساعدته في السيطرة على مفاصل "فتح" في الضفة الغربية.
في السياق نفسه، بات وشيكاً إعلان الحمدالله، رفض تكليفه إعادة تشكيل الحكومة اعتراضاً منه على الإساءات التي وُجهّت إليه من قيادات "فتح"، وتعتقد مصادر أن المرشح الأوفر حظاً لتولي المسؤولية هو الاقتصادي محمد مصطفى، لكن بالرغم من تداول اسم مصطفى، فان "الرئيس" هو من سيقرر في النهاية الشخصية التي ستتولى رئاسة الحكومة المقبلة، والتي ستكون الأكثر قرباً منه، ولها قدرة على التنسيق المشترك معه بالمرحلة المقبلة.