مجازون بدون رواتب وشواغرهم بدون شواغل في مؤسسات الدولة
نبض البلد – عمان - خليل النظامي
يمنح نظام ديوان الخدمة المدنية موظفي المؤسسات الحكومية اجازة بدون راتب، والتي عادة يستثمرها ويستغلها الموظفين عندما تسنح لهم فرصة العمل في الخارج بهدف تحسين اوضاعهم المعيشية وتطوير مهاراتهم والاطلاع على تجارب الدول الاخرى وبالتالي يستفيد الموظف من خلال تحسين وضعه وبنفس الوقت لا يفقد وظيفته في الحكومة.
وفكرة الاجازة بدون راتب فكرة سامية تهدف لتطوير الموظف وحياته الشخصية، بالاضافة الى تزويد الاردن بالعملة الصعبة واتاحة فرصة عمل للمتعطلين من الاردنيين المتكدسين في ديوان الخدمة المدنية.
يقدر خبراء ان عدد الموظفين الحاصلين على اجازات بدون راتب في مؤسسات الدولة يتراوح ما بين سبعة الى عشرة الالاف موظف غالبيتهم يعملون في الخارج، وبحسب اخر الاحصائيات يتكدس في ديوان الخدمة المدنية حوالي 380 الف طلب توظيف على الكشف التنافسي.
وتقدر مخرجات الجامعات السنوية بحوالي 85 الف، في وقت لا يستطيع فيه القطاع العام تشغيلها الا باعداد قليلة وفي قطاعات محدودة.
ومؤخرا اعلنت دائرة الاحصاءات العامة تقريرهاالربعيحولمعدلالبطالةفيالمملكةللربعالرابعمنعام 2018، والذي يوضح ارتفاعا مقادرة 0.2 نقطة مئوية عن العام الماضي 2017 بنسبة بلغت 18.7%.
وفي ظل هذا الارتفاع غير المسبوق لمعدلات البطالة واعداد الخريجين وطلبات التوظيف المتكدسة في ديوان الخدمة المدنية والازمة الاقتصادية التي تعصف بالمملكة نتسائل، لماذا لا تستغل حكومة د. عمر الرزاز هذه الثغرة – المجازون بدون راتب - للمساهمة بإطاحة شبح البطالة من خلال افراغ مخزون ديوان الخدمة المدنية بملء هذه الشواغر،،؟ عوضا عن المشاريع والبرامج التي لا تمس الواقع الحقيقي للبطالة بين صفوف الشباب، والتي تمثلت ابرز نتائجها في زحف المتعطلين عن عمل من كافة المحافظات باتجاة مؤسسة الديوان الملكي طلبا لتشغيلهم.
السؤال الذي نود طرحة على رئيس الوزراء د. عمر الرزاز، ما هي الفائدة التي تجنيها الحكومة من بقاء موظف مجاز بدون راتب على كوادر مؤسساتها اذا كان لا يحصل على راتب او اي امتيازات وظيفية خلال اجازته، هذا اذا علمنا انا التقديرات تقول ان هناك حوالي عشرة الالف شاغر بدون شاغل في مؤسسات الدولة تحت بند – اجازة بدون راتب - وفي وقت تبحث فيه كل الجهات والمؤسسات عن توفير فرصة عمل للمتعطلين.