اكدت وكالات انباء دولية عديدة ان اللقاء بين الرئيس الامريكي دونالد ترامب ووزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في العاصمة الفيتنامية هانوي انتهى قبل ما هو مقرر وبلا أي نتيجة كما كان متوقعا.
وفي هذا السياق وتحت عنوان زعيم كوريا الشمالية رتب "هزيمة مريرة لترامب"، كتب الصحفي والخبير بيوتر أكوبوف، في صحيفة "فزغلياد"، حول اختيار ترامب أهون الشرور بعدما أدرك استحالة إقناع كيم بتنازلات بلا مقابل.
وجاء في المقال "اختتم اللقاء بين ترامب وكيم جونغ أون في هانوي قبل أوانه وبلا نتيجة. لكن عدم إحراز تقدم في نزع أسلحة كوريا الشمالية النووية لم يكن مفاجئا لأن المهمة نفسها مستحيلة من حيث المبدأ".
"ما الذي حدث؟ من الواضح أن كيم أراد أن ترفع الولايات المتحدة معظم العقوبات، وبالمقابل كان مستعدا للسير خطوات أخرى نحو تفكيك عدد من مواقع البرنامج النووي الصاروخي، بما في ذلك موقع الأبحاث في يونغبيون. لكن مناقشة التخلي عن تخصيب اليورانيوم، ناهيكم بالتخلي عن الأسلحة النووية أو الصواريخ، لم يكن في وارد كيم."
"ولكن، حتى اللقاءات التي لا تفضي إلى نتائج، مع ترامب، تصب في مصلحة كيم. لأنها في كل الأحوال تضعف الضغط الأمريكي على البلاد، ففي حين كان ترامب يشيطن كيم ويهدده، فإنه الآن يسميه صديقا. كما أن صور رئيس الولايات المتحدة يلاطف الزعيم كيم، بالنسبة لشعب جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، تبرهن على نمو هيبة زعيمهم وبلدهم في العالم".
"ترامب، بحاجة إلى كوريا الشمالية لغرضين. للضغط على الصين وليثبت للأمريكيين أنه يعرف كيف يحل مشاكل العالم المعقدة، ويخلص الولايات المتحدة من التهديدات الخارجية. لكن كوريا الديمقراطية لم تهدد الولايات المتحدة في يوم من الأيام؟ لا يهم، انظروا إلى نتائج استطلاعات الرأي التي يجريها الأمريكيون وتصدر دوريا، ستجدون كوريا بين الدول التي تشكل تهديدا للولايات المتحدة. لذلك، يؤكد ترامب طوال الوقت أن أمريكا، لولا أنه مفاوض بارع، كانت ستخوض حربا ضد كوريا".
"والآن، تجد عناوين وسائل الإعلام الغربية الرئيسية تتحدث القمة الفاشلة بالنسبة لترامب. لكن الأمر ليس كذلك. فلو أن ترامب وقع وثيقة مع كيم تخلو من تنازلات جدية من جانب كوريا، لـ"التهمته" هذه الصحافة نفسها على ضعفه. ولذلك، فضل ترامب إنهاء الاجتماع بلا اتفاقيات خطية بدلاً من تعريض نفسه للهجوم".