نبض البلد - مادبا- فارس عجيلات
استضافت عمادة شؤون الطلبة في الجامعة الأميركية في مادبا، حوارية بعنوان: "الحوار لغتنا والوئام هدفنا".
ورعى الفعالية التي نظمت بمناسبة اسبوع الوئام بين الأديان، رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور نبيل أيوب، وتحدث بها مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب الدكتور رفعت بدر، ومندوب المعهد الملكي للدراسات الدينية الدكتور وجيه قانصوه، والناشطة في مجال التدريب والعمل الاجتماعي تهاني روحي.
وبين الدكتور ايوب في كلمة الترحيب بان الله تعالى اراد للبشر ان يعيشوا في بيئات متعددة، إلا ان ذلك لا يمنع ان يكون التعاون والتعاضد بين الناس بالرغم من اختلافه العرقي والديني.
بدوره، لفت الدكتور بدر إلى أن العالم شهد خلال العقدين الماضيين تيارين، الأول يدعو الى ما اسماه "سخافة الإلغاء" وينظر أتباعه إلى الآخر المختلف سواء عرقيًا أو قوميًا أو دينيًا، بوصفه عدوا يجب نفيه عن الوجود.
في حين يدعو الثاني إلى "ثقافة اللقاء" مع الآخر، الذي لا ينظر أتباعه الى الاختلاف بانه خلاف، إنما احترام لمشيئة الله تعالى في التنوّع والتعددية، وبالتالي يمكن للأسرة البشرية على أساسه إنشاء قاعدة للتعاون وللتضامن من أجل مستقبل أفضل للجميع.
وثمّن بدر دور الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، والمبادرات السبّاقة لدعم تيار ثقافة الحوار واللقاء، مشددا على أهمية الحوار في حياة الإنسان، وعلى مبادىء التآخي والعيش المشترك والتفاهم لكي يعيش مع أخيه الآخر بوئام وسلام وتعاون وتضامن، مؤكدًا أن مفهوم الإنسانية هو الركيزة الأساسية لثقافة اللقاء والتقبّل والانفتاح.
ولفت الدكتور إلى أن "القول بأن العالم يسير باتجاه أن يكون قرية صغيرة، أو عالمًا مسطحًا لم يعد وهمًا أو خيالاً، إنما حقيقة، فالشعوب تتقارب فيما بينها وحواجز الجهل ترفع تدريجيًا وتداخل الثقافات بات حقيقة، بحيث لم نعد نشهد تعدد حضارات بل حضارة واحدة".
وأشار إلى أن "دائرة المعية الإنسانية لا تقف عند حد الاجتماع المولد للهوية الخاصة، والانتماء الوطني، والانتظام السياسي العام. فالحضارة البشرية الشاملة التي توحد البشرية آخذة بالتكون. صحيح أنها ما تزال في بداياتها، إلا أنها تستلزم تفكيرًا جديدًا في مصير البشرية، والنظر إلى البشرية من فاعل بالمحصلة إلى فاعل بالفعل يحتاج إلى معنى".
من جهتها، لفتت روحي بان العلاقة مع الآخر لا يمكن أن تؤدي دورها المنشود، إلا إذا تأسست على قاعدة احترام متبادل بين الأطراف المتحاورة، لأن الهدف ليس السعي وراء الاتفاق الكلي، وإنما ربط العلاقات مع الآخر لإثراء الفكر، وتمهيد طرق التعاون المثمر في شتى مجالات الحياة، وترسيخ قيم التسامح ، بالبحث الجاد عن القواسم المشتركة، التي تشكل الركيزة الأساس للتعاون الفعال بين الأمم والشعوب.
وأضافت بان نشر ثقافة الوئام هو واجب كل شخص، وعلينا ان نساهم في المساعدة لنشر هذه الثقافة.
والسؤال كيف يمكن ان نرعى بيئات يمكن ان ينمو فيها الاطفال دون ملوثات من شتى انواع التعصب، وكيف نضمن المساواة بين الرجال والنساء، ونحتاج لبرامج تعليمية تشمل اتفاق العلم مع الدين وترحب بكل من يريد أن يساهم في تطور مجتمعة، وان يهب الشباب الملتزمين بإقامة مجتمع قائم على ترسيخ قيمة المواطنة والعدل، باشراك اقرانهم ممن يماثلونهم بالفكر ببناء مجتمعات على هذا الاساس بصرف النظر عن المعتقد والثقافة والطبقة، ويدخلون في محادثات جادة في كيفية تحقيق الصلاح الروحاني والرفاه المادي من خلال تطبيقهم لتعاليم دينهم.
وفي نهاية الحوارية وجه الطلبة المشاركون العديد من الاسئلة والتي فتحت بابًا آخر للحوار والنقاش. وفي الختام أثنى عميد شؤون الطلبة الدكتور إيهاب صوالحة على الضيوف والحضور، ولفت إلى أن هذه الحوارية ستكون واحدة من سلسلة حواريات مستقبلية تنظمها عمادة شؤون الطلبة. وقام رئيس الجامعة بتكريم المتحدثين، مبينا ان الجامعة التابعة للبطريركية اللاتينية تسعى دائما الى تكثيف النشاطات التي من شانها اعلاء المحبة وتعزيز العيش المشترك في داخل الوطن الواحد.