"الشاباك" يلتقي أسرى "شاليط" و"حماس" تؤكد أنها سترى النور قريباً
نبض ابلدـ وكالات
اعتبرت مصادر فلسطينية، ان لقاءات "الشاباك" اخيراً مع اسرى أُفرج عنهم ضمن "صفقة شاليط"،ولقائه الأسرى داخل سجون الاحتلال تعد مؤشراً قوياً على قرب إتمام صفقة تبادل بين المقاومة و"إسرائيل"، فيما توقعت "حماس" أنه في حال استجاب الاحتلال لشروط المقاومة أن ترى الصفقة النور قريباً.
واوضحت المصادر، ان هنالك تحركاً جدياً ومتقدم بمفاوضات صفقة تبادل الأسرى التي تجري بسرية تامة بين حركة (حماس) والاحتلال الإسرائيلي، بوساطة مصرية وأوروبية ، وان جهاز "الشاباك" بدأ اجراءات عملية لتلبية الشروط الأولى التي تضعها المقاومة لإتمام الصفقة.
التحرك الجديد كشفت عنه مصادر في نادي الأسير بالضفة الغربية، حين أكدت أن "الشاباك" عقد خلال الأيام الأخيرة سلسلة لقاءات مكثفة مع الأسرى الذين أُفرج عنهم قبل سنوات ضمن ما تعرف باسم "صفقة شاليط"، ثم اعتقلوا فيما بعد، ومعظمهم من الضفة والقدس، ما يعد مؤشراً قوياً على وجود تقدم بالمفاوضات السرية التي تجري لإتمام الصفقة، وأن الاحتلال يحاول تجهيز الأجواء الرسمية لتنفيذٍ عملي للشرط الأول الذي تضعه المقاومة للإفراج عن الأسرى الذين اعتقلتهم بعد الإفراج عنهم ضمن الصفقة.
ولفتت إلى أن جلسات المناقشة التي أجراها "الشاباك" مع نحو 30 أسيراً (من أصل 60 اعتُقِلوا) كانت تدور جميعها حول إمكانية الإفراج القريب عنهم، والأسئلة ركزت على عملهم خارج السجون، وتوجهاتهم السياسية، في حال الإفراج عنهم ضمن أي صفقة مقبلة.
واعتبرت المصادر خطوة "الشاباك" في لقاء الأسرى داخل السجون متقدمة للغاية، ومؤشراً قوياً على قرب إتمام صفقة تبادل بين المقاومة و"إسرائيل"، موضحةً أن هذه المرة سيكون عدد الأسرى المفرج عنهم أضعاف ما جرى في صفقة شاليط عام 2011.
وأبرمت "حماس"، في 11 أكتوبر 2011، صفقة لتبادل الأسرى مع "إسرائيل" بوساطة مصرية أُطلق بموجبها سراح 1027 معتقلاً فلسطينياً، مقابل إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط، لكن "إسرائيل" أعادت، في يونيو 2014، اعتقال 60 من المفرج عنهم من الضفة، وتطالب المقاومة بضرورة إطلاق سراحهم كمقدمة لأي مفاوضات حول صفقة تبادل ثانية.
قيادي في "حماس" أكد، أن المشاورات السرية حول إتمام الصفقة لا تزال مستمرة، وهناك جهود كبيرة تبذل من الوسطاء لإنجازها قريباً، ولفت إلى أن المقاومة تضع شرطاً أساسياً للبدء بخطوات هذه الصفقة ويتمثل في الإفراج عن جميع الأسرى الذين اعتقلوا بعد الإفراج عنهم ضمن "صفقة شاليط"، والحصول على تعهد إسرائيلي جدي وواضح بعدم التعرض لأي أسير يفرَج عنه ضمن صفقات التبادل.
وذكر أن الوسطاء قطعوا شوطاً كبيراً وهاماً في المباحثات السرية التي تجري، متوقعاً في حال استجابت "إسرائيل" لشروط المقاومة أن ترى الصفقة النور قريباً، وتحقق المقاومة إنجازاً كبيراً بالإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين مقابل ما لديها من جنود إسرائيليين أسرتهم خلال حرب 2014.
وأشار إلى أن من يسعى لإتمام الصفقة بأسرع وقت ممكن في هذه اللحظات هو الجانب الإسرائيلي، لافتاً إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يحاول سحب هذا الملف لمصلحته ضمن معركته الانتخابية مع خصومه، والذي يعد فيها "استعادة الجنود الإسرائيليين من المقاومة الإنجاز الأكبر الذي سيسهل عليه البقاء على كرسي الحكم".
وكان رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية، أكد في تصريحات سابقة استعداد حركته لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع "إسرائيل"، للتوصل إلى صفقة تبادل للأسرى، وقال: "حماس مستعدة لبدء المفاوضات من أجل تحقيق صفقة تبادل عبر طرف ثالث ووسيط".
وأعلنت كتائب القسام، الجناح المسلح لـ"حماس"، للمرة الأولى وبشكل رسمي للمتحدث باسمها، أبو عبيدة، في أبريل 2016، وجود 4 أسرى إسرائيليين بحوزتها، من دون تقديم أي تفاصيل حول مصيرهم.
وتعقيباً على لقاء "الشاباك" بأسرى "صفقة شاليط"، يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي مؤمن مقداد : إنه "في قضية الأسرى مارس الاحتلال سابقاً كل أشكال الضغوط على المقاومة وعلى غزة من أجل حل قضية الأسرى، إلا أن جميع محاولاته باءت بالفشل، وهناك ضغوط أيضاً تمارس على الاحتلال من أجل الإسراع في تنفيذ الصفقة، من قبل عائلات الأسرى الصهاينة وخاصة عائلة غولدين ".
وتابع الخبير: "من يظن أن لقاءات حماس في مصر وروسيا وغيرها هدفها مصالحة أو غيرها، فهو واهم، ومن يظن أن الوفود الأوروبية هدفها شيء متعلق بتحسين الحياة للقطاع فهو مخطئ، لأن الاحتلال يمارس جميع أشكال الضغط والتوسل للمقاومة من خلال أطراف عدة بهدف إنهاء قضية الجنود الأسرى وإتمام صفقة تبادل.
ولفت مقداد إلى أن المؤشرات قوية لقرب إتمام الصفقة، وخلال الفترة الأخيرة بدأت وسائل الإعلام العبرية بالحديث بكثرة عن هذا الملف، خاصة عن عمليات التدوير للأسرى داخل السجون واللقاءات معهم تمهيداً للإفراج عنهم، إضافة للقاءات نتنياهو الأخيرة بعائلات الجنود، والتي دارت بالسرية نوعاً ما حول إجراءات جديدة تتعلق بحل القضية.
وتعتقل "إسرائيل" أكثر من 6 آلاف و500 فلسطيني، أغلبهم من الضفة، وفقاً لإحصاءات فلسطينية رسمية.//