زاوية سناء فارس شرعان
لا شك ان وقف التمويل لمنظمات المقاولة الفلسطينية خطوة بالغة الأهمية على طريق قضية هذه المنظمات وعجزها عن القيام بدورها في ضرب الاهداف الاسرائيلية في العمق التي تشكل تهديدا مباشرا لاسرائيل بشكل دائم ما يدعو الكيان الصهيوني الى محاصرة منظمات المقاومة ماليا ووقف تمويلها بغية اضعافها وانهاكها تسليحا وماليا.
وابلغ دليل على نجاح سياسة وقف التمويل لمنظمات المقاومة الفلسطينية ما تشهده حركة حماس اكبر منظمات المقاومة الفلسطينية واشدها تأثيرا على الكيان الصهيوني … فعلى غرار حزب الله الذي ضعف كثيرا بسبب شح الموارد المالية له جراء الحصار الامريكي المفرو على ايران ما قلل من التمويل الايراني لحزب الله البالغ ٧٠٠ مليون دولار كل عام.
شح الموارد المالية للحزب اضعفه كثيرا ونفس الآمر انطبق على حركة حماس في قطاع غزة حيث لم يتقاض مناضليها رواتبهم منذ اربعة اشهر مما يضعف قدرة الحركة الى التصدي للمخططات الاسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة والانفاق عليها من اموال الضرائب التي تجمعها سلطات الاحتلال لصالح السلطة. في الاسابيع الاخيرة اقتطعت سلطات الاحتلال مبلغ ١٣٨ مليون دولار من اموال الضرائب فانعكس ذلك سلبا على المبالغ المخصصة للأسر الفلسطينية التي لها اسرى في المعتقلات الاسرائيلية وكذلك الاسر التي يتقاضى ابناؤها الشهداء رواتب مخصصة لعائلاتهم.
اقتطاع اسرائيل للملايين من الدولارات من عوائد الضرائب تمس اعداد كبيرة من الشهداء ما يؤثر سلبا على الفلسطينيين في الضفة الغربية…
اما الوضع في قطاع غزة فهو اسوأ بكثير من الوضع في الضفة الغربية بسبب الحصار البري والبحري المفروض على القطاع اسرائيليا وامريكيا ما ضاعف من حجم مشكلتي الفقر والبطالة مع عدم توفير الدعم اللازم عربية ودوليا …
ومع هذا الوضع المأساوي في قطاع غزة ازدادت الوفيات والاوبئة والامراض جراء الجوع وعدم توفر النظام الامني القادر على علاج المرضى المصابين من الفلسطينيين الى انشاء مستشفيات ميدانية في غزة لعلاج المرضى وتخفيض حدة الامراض والاوبئة التي زادت انتشارا في القطاع بفضل الحصار وعدم وصول اي مساعدات مالية او طبية او غذائية علما بان كلا من من الاردن والمغرب اقاما مستشفيات ميدانية في قطاع غزة لعلاج المرضى والمصابين في القطاع بسبب عدد الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة وقصفت المرافق العامة كالمستشفيات والمراكز الصحية والمنازل والمزارع والمساجد والكنائس ما جعل الالاف من الاسر تنام في العراء بعد ان فقدت منازلها …
لا شك ان الوضع في قطاع غزة سيزداد سوءا جراء الحصار وتفاقم مشكلتي الفقر والبطالة مع تخفيض خدمات الاونروا بسبب تفعيل التبرعات الامريكية لهذه المنظمات التي تلبي بعض احتياجات اللاجئين الفلسطينية.
ثمة فشل آخر على الاثر السلبي لوقف التمويل او نقصه على المنظمات الفلسطينية ومقاومتها للاحتلال … فبالاضافة الى انعكاس ذلك على حركة حماس كبرى منظمات المقاومة المسؤولة عن قطاع غزة بما يعانيه من فقر وبطالة وحصار ومرض وبؤس وحرمان الا ان حماس لم تكن الوحيدة بين منظمات المقاومة التي تأثرت بوقف التمويل او نقصه حيث عمدت ايران التي تساعد بعض المنظمات الفلسطينية الى احداث انشقاق في منظمة الجهاد الاسلامي وانشاء وتشكيل جديد يسمى «الصابرون»الامر الذي قد تتعرض له الكثير من منظمات المقاومة … !!!