دمشق-وكالات
بعد إعلان الولايات المتحدة قرارها إبقاء 200 جندي أميركي في سوريا بعد سحب القوات، امس الجمعة، رحبت الإدارة التي يقودها الأكراد والتي تدير مساحة كبيرة من شمال سوريا بالقرار، قائلة إن ذلك سيحمي منطقتهم وقد يشجع دولا أوروبية على أن تبقي قواتها أيضا.
وقال عبد الكريم عمر، أحد مسؤولي العلاقات الخارجية في المنطقة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، لرويترز: "نقيم قرار البيت الأبيض بالاحتفاظ بمئتي جندي لحفظ السلام في المنطقة... إيجابيا، ويمكن هذا القرار يشجع الدول الأوروبية الأخرى، وخاصة شركاءنا في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، أيضا (على) الاحتفاظ بقوات في المنطقة".
وأضاف "أعتقد أن بقاء هذه القوات في هذه المنطقة، ريثما تحل أزمة البلد سيكون حافزا وداعما ووسيلة ضغط أيضا على دمشق لكي تحاول جديا في أن يكون هناك حوار لحل الأزمة السورية".
وفي وقت سابق من اليوم قررت الولايات المتحدة أن تترك "مجموعة صغيرة لحفظ السلام في سوريا"، مؤلفة من 200 جندي أميركي، لفترة من الوقت، وذلك بعد تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من سوريا.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، في بيان مقتضب: "ستبقى مجموعة صغيرة لحفظ السلام من نحو 200 في سوريا لفترة من الوقت".
وتم إعلان القرار بعد أن تحدث ترامب هاتفيا إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقال بيان للبيت الأبيض إن الزعيمان اتفقا على "مواصلة التنسيق بشأن إقامة منطقة آمنة محتملة".
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية، إن الإعداد لقرار ترامب يجري منذ فترة. ولم يتضح إلى متى ستظل القوة البالغ قوامها 200 جندي في المنطقة أو متى ستنشر تحديدا.
وأضاف المسؤول "هذا توجيه واضح لحلفائنا وأعضاء التحالف".
ولم يحدد البيت الأبيض أين ستتمركز القوات. وبالإضافة إلى شمال شرق سوريا تحدث مسؤولون عن أهمية الإبقاء على قوات في قاعدة التنف الاستراتيجية على الحدود مع العراق والأردن.
وكان ترامب أمر في ديسمبر بسحب القوات الأميركية من سوريا، وقوامها 2000 جندي، قائلا إنهم هزموا متشددي داعش هناك، على الرغم من أن قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها واشنطن مازالت تخوض معركتها النهائية ضد آخر مواقع التنظيم.
إلا أن الرئيس الأميركي وقع تحت ضغط من عدة مستشارين للعدول عن قراره، بما يضمن حماية قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية قوامها الرئيس، وتتعرض الآن لتهديد من تركيا.
وتريد تركيا إنشاء منطقة آمنة بدعم لوجيستي من حلفائها، وتقول إنه يجب تطهيرها من وحدات حماية الشعب الكردية، المدعومة من واشنطن، لكن تعدها أنقرة تنظيما إرهابيا.