عندما يصبح المال حزبًا… وتسقط السياسة

نبض البلد -

عندما يصبح المال حزبًا… وتسقط السياسة

بقلم: ماجد أبو رمان

ليست أخطر الأوطان تلك التي يُنهَب مالها، بل تلك التي يعتاد أهلها النهب حتى لا يعود فضيحة.
ما كشفه النائب مجحم الصقور في تقرير ديوان المحاسبة ليس مجرد مخالفات مالية، بل فضحٌ لعطبٍ عميق في بنية العمل السياسي، حين تتحول الأحزاب من فكرة وطنية إلى خزائن تُدار خارج القانون.
الاحتفاظ بالأموال خارج البنوك ليس خطأً إداريًا، بل إعلان صريح أن القانون يُطبَّق على الضعفاء فقط.
وترك الملايين بلا حساب، مقابل ملاحقة قضايا صغيرة، يعني أننا لا نحارب الفساد، بل نُدير مسرحه، ونحمي حيتانه تحت ستار الإجراءات.
حديث الصقور يضع الإصبع على الجرح:
سمعة الأردن تضررت، لا لضعف الدولة، بل لضعف المحاسبة.
والأحزاب التي يُفترض أن تُخرّج رجال دولة، تحولت في بعض نماذجها إلى أسواق مقاعد؛ الكرسي يُشترى، والقائمة تُفصّل على مقاس المال لا الكفاءة.
من هنا، لا يكفي التأييد، بل نحتاج حراكًا وطنيًا واسعًا يطالب بتعديل قانون الانتخاب والأحزاب، واعتماد القوائم المفتوحة.
القائمة المفتوحة لا تصنع مثالية، لكنها تكسر سطوة المال، وتعيد الاعتبار للناخب، وتمنع اختباء الفاسدين خلف أسماء الآخرين.
نريد برلمان سياسة لا برلمان شيكات،وأحزاب أفكار لا أحزاب خزائن
ما قاله مجحم الصقور ليس مداخلة عابرة، بل اختبار لإرادتنا:
إما أن نحوله إلى مسار إصلاحي حقيقي،أو نتركه يُدفن كما دُفنت حقائق كثيرة قبله
فالمال العام لا يُسرق فجأة…إنه يُنهَب أولًا من ضمير السياسة
#ماجدـابورمان