نبض البلد - حسين الجغبير
لم تكن مدلولات الجولة الميدانية التي نفذها رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان إلى محافظة الزرقاء أول من أمس عادية، بل لها أهمية معنوية كبيرة من جانبين اثنين.
الأول أن الزيارة استهدفت متابعة الرئيس لسير العمل في مواقع صحية وتعليمية كان قد زارها سابقا، حيث وقف على آلية تنفيذ التوجيهات الرسمية خلال الزيارة السابقة، ما يعني أن هناك نهجا هاما لم نعتد عليه، والمتمثل في تنفيذ زيارة للمسؤول وعدم متابعة توجيهاته، ما كان يترك أثرا سلبيا على سير العمل.
اعتدنا أن يطمئن الجميع من مسؤولين وموظفين بأن لا متابعة ولا محاسبة لاحقة للقرارات والتوجيهات، ما عاق كثيرا من تحقيق الانجاز، وهي القاعدة التي كسرها الرئيس بزيارته لمواقع صحية وتعليمية في الزرقاء، حيث تفقدمستشفى الزرقاء الحكومي، حيث اطلع، على سير العمل في توسعة قسم العناية الحثيثة وزيادة عدد أسرته، التي كان قد وجه للسير بها خلال زيارته للمستشفى قبل قرابة شهرين.
كلي ثقة بأن الرسالة قد وصلت للمعنين بأن نتائج الزيارات الميدانية والتي اختطتها الرئيس نهجا له منذ أكثر من عام على استلامه دفة السلطة التنفيذية، ستتم متابعتها ومحاسبة المقصرين والشد على أيدي المجتهدين، وأن الترهل الذي شهدناه لسنوات طويلة لم يعد له مكان اليوم في عصر الانجاز السريع والقرارات الحاسمة والمؤثرة.
أما الجانب الثاني الخاصة بأهمية الزيارة فيتمثل في جولة نفذها الرئيس لمنطقة جناعة، وهي منطقة بحسب سكانها لم يدخلها رئيس وزراء سابق، وكأنها لم تكن على خريطة الدولة، في إشارة إلى أن حسان هو أول من يزور المنطقة، وهو الامر الذي اعتبره سكانها على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي يعطي الأمل بأداء الحكومة، خصوصا وأن الرئيس استمع إلى ملاحظات الناس لدى زيارته الملعب البلدي وحديقة الجندي، إذ وجه على الفور بإجراء صيانة شاملة للملعب خدمة للحركة الرياضية والشبابية والمجتمع المحلي، إلى جانب حلول في ملفات المياه والكهرباء، حيث وجه وزير الإدارة المحلية بسرعة حلها.
المواطن الأردني يدرك جيدا التحديات التي تواجه وطنه، ولم يضغط بأي يوم من الأيام على دولته ليفرض عليها ما لا تستطيع القيام به، بل ضل وسيبقى شريكا معها في مواجهة كل الصعاب لضمان استقرار وأمن بلده، وإن كان يعاني الامرين اقتصاديا ومعيشيا، لكنه في المقابل يحتاج لمن يخفف عنه كل ذلك بأبسط الأشياء، كالاشتباك المباشر والمتواصل، والتوجيه بحل مشاكل الناس، وضمان انجازها.