ستة أعوام على استعادة الغمر والباقورة

نبض البلد -

أحمد الضرابعة

مع حلول الذكرى السنوية السادسة لعودة منطقتي الغمر والباقورة إلى السيادة الأردنية، يتجدد انبعاث مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا القرار السيادي الوطني الذي اتخذه جلالة الملك عبد الله الثاني والذي أعاد من خلاله التأكيد على ثوابت الدولة الأردنية في الدفاع عن الأرض والكرامة في ظروف تراكمت فيها التحديات بوجه الأردن

هاتين المنطقتين الأردنيتين اللتين احتلّتهما "إسرائيل" قبل عقود لم يغيبا عن بال القيادة الهاشمية والشعب الأردني، ورغم موافقة الأردن على تأجيرهما للإسرائيليين، بقيت إعادتهما للسيادة الأردنية هدفاً وطنياً جامعاً شهد الأردنيون تحققه ليكون برهاناً على أن الدولة الأردنية ملتزمة بالدفاع عن كافة أراضيها دون تهاون، ولا تتراجع عن حقها بفرض سيادتها الوطنية على كل شبر منها.

الأرض، بالنسبة للأردنيين على المستوى الشخصي خط أحمر والرقاب دونه. الأمر كذلك لدى الدولة الأردنية التي أظهرت في كل المراحل التاريخية التزاماً كبيراً في الدفاع عن أراضيها الوطنية إلى جانب الأراضي الفلسطينية المحتلة التي تحتضن جثامين العديد من الشهداء الأردنيين الذين قضوا دفاعاً عنها، وما يزال الأشقاء الفلسطينيين في الضفة الغربية يعثرون بين الحين والآخر على مقتنيات عسكرية للجنود والضباط الأردنيين الشهداء

في ظل المناخ السياسي القائم في المنطقة، لا بد من إحياء هذه الذكرى الوطنية العزيزة على كل أردني وأردنية، وتذكير الجميع بأن الأردن قادر دوماً على الدفاع عن حقوقه السيادية سواء في ميادين الحروب أو مسارات التفاوض الدبلوماسي، ففي الوقت الذي يستبيح فيه الاحتلال الإسرائيلي العديد من دول المنطقة فإن الأردن يظل ثابتاً في مواقفه، راسخاً في مبادئه لا يساوم على أرضه ولا يتنازل عن كرامته، مستنداً إلى إرث طويل من التضحيات والبطولات التي سطرها أبناؤه في ميادين الشرف. فكما استعاد الغمر والباقورة اليوم بقرار سيادي، فإنه يواصل الدفاع عن القدس والمقدسات ويقف سداً منيعاً بوجه كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية