ألا تتعبون يا جلالة الملك!

نبض البلد -
ألا تتعبون يا جلالة الملك!

بقلم: عماد عبدالقادر عمرو

نراكم، تتنقلون بين عواصم العالم، وبين محافظات المملكة، وبين مؤسسات الوطن، مستقبلين الضيوف، ومستمعين لكل مسؤول، حاملين على أكتافكم هموم الوطن وأبنائه، وحاملين في القلب همَّ القضية الفلسطينية التي لم تغب يومًا عن ضميركم ولا عن وجدان الأردنيين.

نراكم تتحركون بجلدٍ لا يعرف الوهن، وكأنكم تسابقون الزمن لتنجزوا الكثير، وكأن في كل لحظة من وقتكم سباقًا مع التحديات لا يعرف التوقف، ولا يعرف إلا هدفًا واحدًا: أن يبقى الأردن بخير، ويظل شعبه في أمنٍ وكرامة.

نرى في ملامحكم التعب، لكننا نرى في عيونكم العزيمة والإصرار، ونقرأ في نظراتكم الإيمان العميق برسالتكم، والإدراك الواعي لما يمر به العالم والمنطقة من متغيرات متسارعة. تدركون مبكرًا ما هو قادم، وتستشرفون بوعي القائد المتبصّر كل التحولات، فتوجّهون دفة الوطن بحكمةٍ وحنكةٍ، لتبقى السفينة في أمان وسط أمواجٍ مضطربة.

ونرى سمو ولي العهد من حولكم، يتحرك في كل الاتجاهات، منفذًا لتوجيهاتكم، متناغمًا مع رؤاكم، حريصًا على أن يرفع عنكم بعض التعب، متحملًا مسؤولياته تجاه الوطن والمواطن بكل إخلاصٍ ووعي. 
يعمل بصمتٍ ونشاط، ليكمل مسيرتكم، وليكون الامتداد الطبيعي لنهجكم الهاشمي في القيادة والخدمة والعطاء.

وما تقومون به، ليس جهدًا إداريًا أو دبلوماسيًا فحسب، بل هو رسالة وطنية خالدة إلى كل مسؤولٍ ومواطنٍ في هذا الوطن:
لقد آن الأوان لأن نلتفت إلى شأننا الداخلي، وأن ننهض دون تردد، وأن نعمل بلا تراخٍ أو انتظار.

عامان من الحرب الهمجية على غزة استنزفا الكثير وأجّلا كثيرًا من خطط التنمية، لكنكم لم تتوقفوا، ولم تتركوا البوصلة تتيه. 
واليوم، ومع توقف الحرب، تتجهون بعزمٍ نحو الداخل، لتفتحوا صفحة جديدة من العمل والإنجاز، داعين الجميع إلى العمل بطاقةٍ مضاعفة، وبروحٍ جديدة، تليق بالأردن وتاريخه ودوره.

أنتم، يا جلالة الملك، لا تكتفون بالكلمات ولا بالتوجيه، بل تقودون الفعل بأنفسكم. تتحركون وتبادرون وتوجّهون، وتجعلون من حركتكم اليومية رسالةً حيّة تُلهم كل من في موقع مسؤولية، بأن الأردن لا ينتظر أحدًا، وأن القائد في الميدان ماضٍ في طريقه نحو البناء والإصلاح، لا يعرف الكلل، ولا يقبل التردد.

تتعبون حين تُهمل التوجيهات، وحين يتقاعس البعض عن أداء الواجب، وحين ترون مشاريع التنمية تتعثر أو أحلام الشباب تتأخر. تتعبون ليس من العمل، بل من أي تقصير يعيق مسيرة الوطن.

أما نحن، فنراكم بعين الفخر والمحبة، وندرك عظمة ما تقدمون، ونعلم أن الكلمات مهما بلغت من البلاغة لن تنصفكم. لكن دعاءنا الصادق يرافقكم في كل لحظة، أن يحفظكم الله، ويكون لكم العون والسند، وأن يمنحكم القوة لتواصلوا مسيرة العطاء من أجل الأردن وشعبه بكل إخلاصٍ وثبات.

نحبكم بكل تجرد، ونفخر بقيادتكم الحكيمة التي جعلت من التعب عنوانًا للإنجاز، ومن الجهد وعدًا بالنهضة، ومن كل لحظة عطاء شهادةً على أن الأردن سيبقى – بإذن الله – وطن العزّ والمجد، بقيادتكم الهاشمية المظفّرة.