لا حاجة إلى اشتراكٍ في نادٍ رياضي أو جهدٍ بدني كبير لتشعر بتحسّن، فبحسب دراسة حديثة نُشرت في مجلة «علم نفس الرياضة والتمارين»، يكفي نصف ساعة فقط نشاط بدني خفيف، مثل المشي أو القيام بالأعمال المنزلية بدلاً من الجلوس، لتحسين المزاج والطاقة النفسية في اليوم التالي.
هذه النتيجة البسيطة والمشجعة تُذكّرنا بأن أجسامنا لا تحتاج إلى مجهودٍ خارق كي تشعر بالتحسن، بل إلى القليل من الحركة المنتظمة فقط.
تأثير فوري في المزاج
قاد فريق من الباحثين في جامعة تكساس في مدينة أرلينغتون بالتعاون مع جامعة موناش الأسترالية دراسةً، شملت أكثر من 350 شاباً بالغاً، يستخدمون أجهزة تتبّع للنشاط البدني على مدار اليوم.
أظهرت النتائج أنه في الأيام التي قام فيها المشاركون بـ30 دقيقة بعمل أنشطة بسيطة مثل المشي، أو ترتيب الغرفة، أو حتى التنقل داخل المنزل بدلاً من وقت الجلوس، أبلغوا عن تحسن ملحوظ في المزاج ومستويات الطاقة في اليوم التالي.
ويقول أستاذ علم الحركة، د.يوي لياو، والمشارك في إعداد الدراسة: «تُظهر نتائجنا أن النشاط الخفيف، حتى بدون الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، يمكن أن يُحسّن الحالة المزاجية في اليوم التالي إذا حلّ محلّ السلوك الخامل».
ويُضيف: «لا داعي لأن تُخبر نفسك: يجب أن أركض أو أمارس التمارين المكثفة، فمجرد الجلوس أقل والحركة أكثر يُحدث فرقاً واضحاً».
لماذا الأنشطة الخفيفة أكثر فاعلية؟
اعتمد الباحثون في دراستهم على مراقبة السلوكيات اليومية الكاملة للمشاركين: النوم، والنشاط الخفيف، والنشاط المعتدل إلى الشديد، ووقت الجلوس.
وتوصّلوا إلى أن النشاط الخفيف تحديداً، كالمشي البطيء أو الوقوف أو القيام بأعمال بسيطة، كان الأكثر ارتباطاً بتحسن المزاج مقارنة بالتمارين المكثفة.
يُوضح د. لياو: «تكمن قيمة هذا النهج في أنه يدرس تفاعل كل هذه الأنشطة خلال يومٍ كامل. التوازن بين النوم، والحركة، والراحة هو ما يُحدث الفارق الحقيقي». أما النشاط البدني المعتدل أو الشديد فكان له تأثير أقل، بينما ارتبط الجلوس المفرط بانخفاض المزاج في اليوم التالي.
نصيحة.. اجعل الحركة عادة
لتحقيق أقصى استفادة من هذه النتائج، يُوصي الخبراء ببعض التغييرات البسيطة في الروتين اليومي:
• استبدل بالمصعد السلالم متى أمكن
• تحرك قليلاً كل نصف ساعة من العمل أو الدراسة
• قم بالمشي أثناء المكالمات الهاتفية
• خصص وقتاً قصيراً مساءً لترتيب المنزل أو المشي في الهواء الطلق
تذكّر، ليس الهدف أن تُجهد نفسك بل أن تمنح جسدك فرصةً للحركة والنشاط