في الذكرى الـ35 لإعلان السيادة… كازاخستان تواصل نهضتها نحو التحديث والابتكار

نبض البلد -
‏تحتفل جمهورية كازاخستان في الخامس والعشرين من أكتوبر بالذكرى الخامسة والثلاثين لإعلان السيادة الوطنية وهو اليوم الذي يمثل نقطة تحول تاريخية في مسيرة الدولة نحو الاستقلال والسيادة. ويأتي هذا الاحتفال الوطني الكبير تأكيدًا على قيم الوحدة والنهضة، وتجسيدًا للرؤية الجديدة التي تتبناها البلاد بقيادة الرئيس قاسم جومارت توكاييف، نحو بناء كازاخستان الحديثة، رقمية، ومزدهرة، تحافظ في الوقت نفسه على هويتها الثقافية العميقة وتراثها الغني.
‏منذ استعادة عيد الجمهورية كمناسبة رسمية في عام 2022، تحوّل هذا اليوم إلى رمزٍ للإنجاز الوطني، وفرصة لتقييم مسيرة الدولة في بناء مؤسساتها الديمقراطية وتعزيز مكانتها الدولية.
‏وقد لمس الزائر لكازاخستان، كما لمسته شخصيًا خلال زيارتين متتاليتين، أنالبلاد تعيش نهضة حقيقية تشمل كافة القطاعات — من البنية التحتية الحديثةإلى الرقمنة الشاملة، ومن التعليم المبتكر إلى الحفاظ على اللغة الكازاخيةوالثقافة الأصيلة التي تمثل عمق الهوية الوطنية.
‏وفي خطابه الأخير، قدّم الرئيس توكاييف ملامح رؤية استراتيجية جديدة الداخلي تعزيز التحديث المؤسسي والتحول الرقمي الشامل. فقد أعلن عن إنشاء وزارة للذكاء الاصطناعي والتنمية الرقمية لتكون الجهة المسؤولة عن قيادة مشروعات التحول التكنولوجي، وتطوير حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي تسهم في تحسين جودة الحياة وتسريع النمو الاقتصادي. كما كشف عن خطة تأسيس بنك وطني للعملات الرقمية يعزز الشفافية المالية ويدعم الاقتصاد الذكي في المرحلة المقبلة.
‏ولا يقتصر طموح كازاخستان على المجال التقني فحسب، بل يمتد إلى تطوير نظامها السياسي ليواكب روح العصر. فقد دعا الرئيس إلى تحديث النظام البرلماني عبر تعزيز الكفاءة التشريعية والرقمنة في عملية صناعة القرار، بما يضمن مشاركة أوسع للمواطنين ويجعل مؤسسات الدولة أكثر انفتاحا وفعالية. هذه الخطوات تمثل انتقالًا تدريجيًا نحو حوكمة رقمية متطورة تتماشى مع متطلبات القرن الحادي والعشرين.
‏إنّ هذه الرؤية المتكاملة تُظهر أن كازاخستان تسير بثقة نحو مستقبل يقوم على مبدأ التوازن بين الحداثة والجذور. فبينما تتسارع خطاها في مجال التكنولوجيا والابتكار، تواصل الدولة الحفاظ على تراثها الثقافي الفريد — من اللغة إلى الموسيقى والفنون الشعبية — التي تُعدّ مصدر فخرٍ ركيزة للهوية الوطنية. هذا المزج بين الأصالة والتجديد هو ما يمنح التجربة كازاخستان في المنطقة.
‏وبينما يحتفل الشعب الكازاخستاني اليوم بذكرى إعلان السيادة، فإنّ الأنظار تتجه إلى المستقبل المشرق الذي ترسم ملامحه القيادة الحكيمة والرؤية الواضحة للرئيس توكاييف. مستقبلٌ تُبنى فيه المدن الذكية، وتزدهر في الصناعات الإبداعية، ويتحوّل فيه المواطن إلى محور التنمية الرقمية. وكما لمسته خلال زيارتي، فإن كازاخستان اليوم ليست فقط دولة تحتفل بماضيها المجيد،بل أمة تصنع مستقبلها بثقة وإبداع وإيمان راسخ بقيمها الوطنية.