الحلبوسي.. نموذج في حسن الإدارة وحنكة القيادة

نبض البلد -
#الحلبوسي.. نموذج في حسن الإدارة وحنكة القيادة

بقلم     /حسن حنظل النصار

يُعد محمد الحلبوسي واحدًا من أبرز الوجوه السياسية والإدارية في العراق إذ استطاع أن يرسخ حضوره في المشهد الوطني من خلال أسلوبه المتوازن في القيادة وإدارته الواعية للمسؤوليات التي تقلّدها، جامعًا بين الرؤية الواضحة والقدرة على التنفيذ، وبين الثبات على المبدأ والمرونة في التعامل مع التحديات 
منذ تسلّمه مهامه الأولى في مواقع العمل العام، أثبت الحلبوسي أن القيادة ليست مجرد لقب أو منصب بل هي أمانة ومسؤولية تتطلب الحكمة في اتخاذ القرار، والقدرة على إدارة الأزمات بروح وطنية عالية فقد اعتمد نهجًا عمليًا يقوم على الإنصات لمتطلبات الواقع، ودراسة الملفات بدقة والعمل بروح الفريق الواحد مما جعله نموذجًا للقائد القريب من الناس والميدان
عرف عن دقته في التنظيم وحرصه على بناء مؤسسات رصينة تعتمد على الكفاءة لا المجاملة وعلى الإنجاز لا الوعود فهو يرى أن الإدارة الناجحة تقوم على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وأن النجاح يتحقق حين يكون العمل مبنيًا على تخطيط علمي واستراتيجية واضحة المعالم. لذلك، تميّزت تجربته بالقدرة على تحويل التحديات إلى فرص، والأزمات إلى نقاط انطلاق نحو الإصلاح
كما يتميز الحلبوسي بقدرته على خلق التوازن بين العمل السياسي والإداري، فكان صوته دائمًا داعيًا إلى الحوار والتفاهم بين مختلف القوى مؤمنًا بأن وحدة الصف هي الركيزة الأساسية لبناء الدولة. وقد جسّد في مواقفه روح القيادة الوطنية التي تتعامل مع الجميع بلغة العقل والمسؤولية بعيدًا عن التشنج والانفعال.
إن ما يميّزه  عن غيره هو إيمانه العميق بأن القائد الحقيقي هو من يصنع الثقة لا الخوف، ويزرع الأمل لا الانقسام لذلك كان دائم السعي نحو تحقيق الإصلاح وتعزيز مفهوم الدولة العادلة التي تحتضن أبناءها جميعًا دون تمييز. ومن خلال عمله المتواصل أثبت أن الإدارة ليست إدارة مؤسسات فحسب، بل إدارة للإنسان وحماية لكرامته ورعاية لطموحه في وطن آمن ومستقر .
إن تجربة محمد الحلبوسي تمثل مدرسة في القيادة الواعية والإدارة الرشيدة وهي تجربة تستحق التوقف عندها بوصفها نموذجًا يجمع بين الكفاءة والاعتدال، وبين الطموح والواقعية فهو قائد عرف كيف يوازن بين متطلبات الحاضر وتحديات المستقبل وكيف يجعل من المسؤولية وسيلة لخدمة الناس لا غاية في ذاتها
في زمن تتعقد فيه الملفات وتتسارع فيه الأحداث، تبقى القيادة الواعية والإدارة الحكيمة هما الركيزتان الأساسيتان لأي نهضة حقيقية، والحلبوسي يجسد هاتين الصفتين بجدارة واقتدار مؤكدًا أن النجاح لا يأتي صدفة بل هو ثمرة عمل متواصل ورؤية وطنية صادقة.