نبض البلد - معالي الوزيرة… وجه إنساني وقلب ممتلئ بالدخان
بقلم ماجد ابورمان
في كل مناسبة، تخرج معالي الوزيرة السابقة لتحدثنا عن التسامح، وعن "القيم الإنسانية” التي تدّعي أنها بوصلتها في الحياة. تتحدث عن المحبة وكأنها رسولها الأول، وعن العطاء وكأنها نذرت نفسها له، بينما الذين يعرفونها يدركون أن خلف تلك الشعارات يختبئ قلب ممتلئ بالدخان، وحقد يفيض أكثر من ابتسامتها الصفراء المعلّقة على وجهها العريض.
لقد أتقنت معاليها فن التجمّل، لا بالمساحيق وحدها، بل بالأقنعة التي ترتديها كل صباح. فمنصاتها تغصّ بخطاب إنساني، أما غرفها المغلقة فتعجّ بالمؤامرات والدسائس، تُحيكها بخيوط رفيعة لا يراها إلا من سقط ضحية ابتسامتها. من حولها ليسوا أصدقاء ولا زملاء ولا حتى بشرًا كاملين، بل أوراق شطرنج تحرّكهم حين تشاء، وتكسرهم حين يحنّ الوقت.
المضحك المبكي أن هي وأمثالها يظنون أن الدسائس هي ذكاء سياسي. والحقيقة أنها ليست سوى اعتراف صريح بالفقر العقلي، وانكشاف العجز أمام أي فكرة حرة.
لأن المسؤول الذي لا يخوض معركة الوعي، هو مسؤول هارب من أصعب امتحان: امتحان مواجهة الناس بالحقيقة.
لقد آن الأوان لنقولها: المسؤوليه لا تُبنى على المكر، بل بالوعي. والسلطة التي تهرب من الكلمة، وتستقوي على الفكرة، لن تكتب لنفسها مستقبلًا مهما عظمت حيلها. فالدسائس تموت بانكشافها، لكن الوعي يظل يتوارثه الناس جيلًا بعد جيل، ويكبر كالشجرة التي لا يستطيع أحد أن يحجب عنها الشمس.
المفارقة المضحكة أن المناصب الفخرية التي يتقلدها هؤلاء لم تزدهم إلا غرقًا في أوهام السلطة، فصاروا يتعاملون وكأنهم ما زالوا يصدرون القرارات وأنها نافذة، مع أن نفوذهم لا يتجاوز حدود مكاتب صغيره مليئه بالحكايات القديمة.
وبالعوده الى معاليها فما هي سوى درس حي في النفاق السياسي: إذ كيف تُرفع شعارات الإنسانية فيما تُزرع بذور السوء في كل مجلس؟ وكيف تُمارس المؤامرات تحت قناع الابتسامة؟ إنها نسخة طبق الأصل من طبقة كاملة تعيش على التناقض بين ما تقول وما تفعل، وتظن أن الناس لا يرون الفجوة الفاضحة.
كان الله في عون سيد البلاد الذي يجاهد في كل الدنيا ليبقى الأردن شامخآ صامدآ بينما هنالك ثله قليله من الخردوات السياسيه التي التي تعبث بوطن ولا تتقن سوى المكر والدسائس ومحاربة أي مشروع يتعارض ومصالحهم
#ماجدـابورمان