البادل.. رياضة النخبة بأغلى أسعار حول العالم

نبض البلد -
الأنباط – ميناس بني ياسين
من ملاعب صغيرة محاطة بالزجاج والشبك إلى واحدة من أسرع الرياضات نموًا في العالم؛ البادل لم تعد مجرد موضة عابرة بل أصبحت ظاهرة رياضية واجتماعية تجذب ملايين اللاعبين والمستثمرين على حد سواء لكن وراء هذه الشعبية المتزايدة، تكمن مفارقة لافتة؛ كلفة ممارسة البادل تختلف بشكل كبير من بلد إلى آخر، حتى أن البعض يصفها بأنها "رياضة النخبة" في بعض الدول.
وبحسب إحصائية حديثة صادرة عن Padel Magazine، تصدّرت المملكة المتحدة قائمة أغلى دول العالم لممارسة البادل، إذ يبلغ سعر حجز ساعة لعب 60.86 دولارًا، وهو رقم يكفي لحجز غرفة فندقية صغيرة في بعض الوجهات السياحية تليها ألمانيا بتكلفة تصل إلى 50.21 دولارًا، ما يجعل ممارسة البادل هناك ترفًا قد لا يكون متاحًا للجميع.
المفاجأة أن المكسيك وهي من الدول النامية جاءت في المركز الثالث بـ 39.81 دولارًا للساعة، متفوقة على دول أوروبية كبرى مثل فرنسا (33.94 دولارًا) وإسبانيا (28.09 دولارًا)، رغم أن الأخيرة تُعتبر مهد رياضة البادل ومركز انتشارها الأكبر في أوروبا والعالم، أما جنوب أفريقيا فقدمت الوجه الأقل كلفة مع متوسط سعر يبلغ 26.92 دولارًا للساعة، ما يجعلها الوجهة الأرخص بين الدول المشمولة في التقرير.
هذا التفاوت يعكس حجم الاستثمارات المختلفة في البنية التحتية للبادل ففي بريطانيا وألمانيا، لا تزال الرياضة حديثة نسبيًا، ما يعني قلة الملاعب وارتفاع الطلب، وبالتالي الأسعار أما في إسبانيا التي تمتلك آلاف الملاعب وتاريخًا أطول مع هذه الرياضة، فإن وفرة المرافق ساهمت في خفض التكلفة وجعلها أكثر شعبية بين جميع الفئات.
ولا يقتصر الأمر على الأرقام فقط بل إن البادل باتت جزءًا من أسلوب حياة عالمي جديد فملاعبها لم تعد مجرد أماكن رياضية، بل تحولت إلى مساحات اجتماعية تلتقي فيها العائلات والأصدقاء ورجال الأعمال، في أجواء تمزج بين المتعة واللياقة البدنية.
ومع هذا الانتشار السريع يبدو أن رياضة البادل أمام مفترق طرق إما أن تبقى "رياضة نخبوية" محصورة في الفئات القادرة على تحمّل تكاليفها، أو أن تتحول إلى رياضة شعبية جماهيرية مع تزايد الملاعب وانخفاض الأسعار حول العالم.