نبض البلد - راقب آلاف الأردنيين في المدينة الرياضية بعمان مساء اليوم الأحد الحدث الفلكي الاستثنائي الذي تمثل بالخسوف الكلي للقمر، في مشهد أبهر المتابعين لجماله وتميزه وغرابته.
وقال رئيس الجمعية الفلكية الأردنية الدكتور عمار السكجي، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن الإقبال الجماهيري الكبير يعكس تعطش المجتمع الأردني للمعرفة العلمية وحبهم للفلك، مؤكداً أن الخسوف شكل فرصة للتواصل بين العلم والجمهور، ورسالة بأن الفضاء ملك للجميع وأننا جميعا تحت سماء واحدة.
وبدأ الخسوف الجزئي عند الساعة 7:27 مساءً، ليدخل كاملا في ظل الأرض عند الساعة 8:30، ويستمر الخسوف الكلي نحو 82 دقيقة، وصولا إلى ذروته عند الساعة 9:11 مساءً، حين اكتسى القمر لوناً أحمر نحاسيا نتيجة انكسار ضوء الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض.
واستمرت جميع مراحل الخسوف قرابة 5 ساعات و 8 دقائق، حيث تمكن الجمهور من مشاهدتها بوضوح، خصوصًا فترة الخسوف الكلي الممتدة حتى الساعة 9:52 مساءً.
ونظمت الجمعية الفلكية الأردنية الفعالية التي تحولت إلى مهرجان علمي شعبي، وتضمنت محاضرات مبسطة، وتوجيهات فلكية، ورصدا عبر التلسكوبات المحوسبة والنواظير والأجهزة البصرية، إضافة إلى بث مباشر لمراحل الخسوف عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، كما أُتيح للمشاركين التقاط صور مباشرة للقمر وتوثيق اللحظة النادرة.
وشهدت الفعالية حضورا متنوعا من عائلات وأطفال وطلاب وشباب، إلى جانب تغطية إعلامية محلية ساهمت في نقل أجواء الحدث إلى مختلف محافظات المملكة، كما أقيمت صلاة الخسوف في موقع الفعالية إحياء للسنة النبوية.
وعبر بعض المتواجدين عن مشاهداتهم حيث قالت الطالبة سلمى العمري، إنها شعرت بالإعجاب والتشويق، مشيرة الى أن الحدث عزز رغبتها بمتابعة علوم الفضاء والفلك، فيما أكد المهندس فراس العزام أن رصد الخسوف عمليا أتاح له فهم الظواهر الفلكية بشكل أفضل وتطبيق ما درسه نظريا، واعتبرت ربة المنزل ليلى حداد أن المشاركة في الفعالية تجربة عائلية تعليمية أسهمت في تعريف الأطفال بجمال الكون وتشجيعهم على الاستكشاف.
ويعكس هذا الحدث الفلكي اهتمام المجتمع الأردني بالعلوم والفلك، فيما تعتزم الجمعية الفلكية الأردنية تنظيم فعاليات مشابهة مستقبلًا لمتابعة الظواهر الكونية الكبرى وإشراك الجمهور في المشهد الفلكي.
--(بترا)