د.حازم قشوع

تبارك الله الأحد ؛

نبض البلد -
د. حازم قشوع
 
انشق القمر وبزغ نور القدر وصاح الجميع تبارك الله الأحد، فلقد ولد شفيع الامه برسالة رحمة للعالمين فيها يفرق بالفرقان بين برزخ الضياء عن النور، ومعها تحسب الأنفاس والأوقات، وعبرها تظهر حقيقة الفرق بين الزمن والزمان، وبين القول والمنطوق، مع ظهور محمود ذكره حامل لواء السلام للإنسانية ليبين معاني التجسيد من وحى القلم للبشرية، مظهرا بذلك رسالته للمخلوق من الخالق، و مكلفا الجميع بالكتاب المبين.
 
وهو الكتاب القائم على قول الله ومنطوق نبي الله سيدنا محمد العربي الهاشمي الأمين، ليؤكد فى متن رسالته على ثابت الإيمان بالكتب السماوية التي جاء بها كليم الله موسى عليه السلام وكلمة الله المسيح عيسى عليه السلام، كما حمل خاتمتها قران الضاد عبر رسالة شفيع الامه خالد ذكره سيدنا محمد المصطفى عليه السلام وعلى آله اجمعين، وعليه الصلاه كما صلاة ابو الانبياء سيدنا ابراهيم.
 
وهو ما جعل من الرسالة تحملها ارض الأقدار وأرض الميعاد بلا لغب منذ 1500 سنة على الرغم مما تحمله من أثقال تكليف وأوزان تجسيد، وعلى الرغم مما واجهته من تحديات جسام منذ أن أنزلت الكتب بعد قيامة نوح على أمة ما بين الفرات والنيل بحجازها ويمنها من وحى من أوحى بها إلى يومنا هذا.
 
وعلى الرغم من محاولة شياطين الإنس تكفير حقيقة قول الله ومنطوق رسوله، إلا أن هذه المحاولات جميعها بائت بالفشل لاسيما وأن مكر البشر يواجه بمكر الله خالق البشر، وان غلو من عتى كيده يجابه بكيد من عند الله، وهذا ما جعل النصر ينحاز دائما لاهل الخير مهما حاولت جحافل الشرور يطغيها من تكفير الحقائق وتغطية حقيقة اقتران العدالة بالقيم التي مازالت تحملها امة الضاد حاملة الكتب السماوية فى بطنها ومنطوق ثقافة اهلها بدعوة السلام التى جاء بها من صاح الجميع يوم مولده تبارك الله الأحد.
 
وان الانسانية وهى تحتفل بمولد حامل موروثها الحضاري إنما تحتفل بمرجعيه رسالته القيمية كونها جاءت بكتاب حمل ببيان قيمها من باب روح المعرفة وشرح لها علوم علم اللدن وبين لها العلاقة الرابطة بين شرعية التشريع المنزل فى حواضن مشروعية القانون الوضعي الذي يشكل ركيزة أساسية تقوم عليها منهجية النمو وميزان التنمية كما أصول الاجتهاد وعلومه فى بيان بيت القرار لميزان الضوابط القويم الذي يتراوح بين الواقعية والحقائقية، وهذا ما جعل من يوم مولد خاتم الأنبياء والرسل ينشد الجميع فى ذكراه تبارك الله الأحد.
 
ان الأردن وهو يشارك الامتين العربية والاسلامية ذكرى مولد صاحب رسالة السلم الذاتي والسلام الموضوعي، إنما يشارك الانسانية فى تعظيم قيم شعائرها بالوقوف مع مبادئها التي حمل مضمونها السلام فى الإسلام، وهو الذي يقرأ على كل مجموع ينزل إليه كتابه روح رسالته داعيا الجميع بضرورة التوقف عن حالة الغلو والتنمر بنمرود الاستبداد الذى قتلته بعوضة بعدما ظلم نفسه قبل ظلمه للآخرين، واخر طغى وتجبر بغيية فقتل بطغيان مكره واحقاده الدفينة، وسيبقى الاردن ينوب عن الانسانية بإفشاء السلام والدعوه بما دعى به شفيع الامه بتحية السلام ليبقى السلام سائد بأرجاء المعمورة كونه يشكل قاعدة الأمن وأساس الأمان، وهو ما تقوم عليه قيادته الهاشمية في مضمون نهجها الموصول بسلالتها وهى تحتفل بميلاد من صاح الجميع لمولده تبارك الله الأحد.