هل تسحب "MBC" البساط من "beIN Sports"؟

نبض البلد -
الأنباط – ميناس بني ياسين
في الأشهر الأخيرة بدأ المشهد الرياضي في المنطقة العربية يتغيّر بوتيرة سريعة وغير مألوفة، مشاهدون كُثُر لاحظوا أنّ بعض البطولات التي اعتادوا متابعتها عبر شاشة beIN Sports لم تعد موجودة هناك، فيما برزت مجموعة MBC ومنصتها الرقمية "شاهد" كلاعب جديد يقتنص حقوق بث بطولات كبرى مثل الدوري الألماني.
بين تراجع "beIN" وصعود "MBC"
منذ سنوات شكّلت "beIN Sports" المرجع الأوّل لعشاق الرياضة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مستحوذة على أضخم الحقوق من كأس العالم إلى دوري أبطال أوروبا لكن الرياح تغيّرت؛ تقارير صحفية تحدّثت عن تسريحات واسعة داخل القناة منذ مدة وإعادة هيكلة مالية مرتبطة بارتفاع التكاليف وتراجع العوائد بسبب القرصنة وتحوّل المشاهدين نحو المنصات الرقمية.
في المقابل صعدت "MBC" لتملأ بعض الفراغ ففي خطوة اعتُبرت "مفاجأة الموسم"، أعلنت حصولها على حقوق بث الدوري الألماني (البوندسليغا)، لتبث مبارياته عبر قنواتها المفتوحة و"شاهد"، في توجه يعكس استراتيجية جديدة تقوم على الجمع بين البث المجاني والبث الرقمي المأجور.
ما بين الحقيقة والمبالغة
لكن وسط هذا الزخم ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي أخبار تزعم أنّ "MBC" استحوذت على بطولات هائلة من دوري أبطال أوروبا إلى كأس العالم 2026 والحقيقة أن الكثير من هذه الأخبار مبالغ فيها أو غير دقيقة.
فـ كأس العالم 2026 ما زال حصرياً مع "beIN Sports" في المنطقة، دوري أبطال أوروبا أيضاً جددت "beIN" حقوقه رسمياً حتى الدورات المقبلة، وبينما البطولات التي غادرت فعلاً إلى "MBC" مثل البوندسليغا تبقى حالات واضحة ومثبتة.
خلف الكواليس.. صراع استراتيجي
القصة ليست "انهيار" شبكة لحساب أخرى بل هي انعكاس لتحولات أوسع في صناعة الإعلام الرياضي، فالحقوق تباع بدورات زمنية قصيرة، ومن يدفع أو يقدم عرضاً تسويقياً أفضل يفوز، شركات سعودية كبرى مثل "MBC" تستثمر بقوة ضمن رؤية أوسع لتحويل المملكة إلى مركز رياضي–ترفيهي إقليمي.
beIN من جانبها تعيد التموضع والتركيز على بطولات مربحة، مع احتمال اللجوء لمزيد من الشراكات وتقاسم الحقوق عبر sublicensing.
إلى أين تتجه البوصلة؟
عشاق الكرة في المنطقة أمام مشهد جديد فـ لم تعد بطولة كبرى حكراً على شاشة واحدة، بل باتت موزعة بين منصات وقنوات هذا قد يعني وصولاً أوسع للجمهور عبر البث المفتوح، لكنه أيضاً يفتح الباب لمزيد من التشظي والتشتت بين اشتراكات متعددة.
والسؤال يبقى هل ستتمكّن "MBC" فعلاً من سحب البساط من "beIN"، أم أنّها مجرد بداية منافسة ستتوزع نتائجها بين الشركتين لسنوات مقبلة؟