نبض البلد - بداية عام دراسي جديد على خطى السوسنة السوداء
ولاء فخري العطابي
اليوم، تفتحت أبواب المدارس من جديد واستقبلت ساحاتها آلاف الوجوه الصغيرة والكبيرة، وجوه يغمرها الشغف وأخرى يكسوها النعاس، لكنها جميعًا تحمل صورة الوطن في عيونها، وكأنها نجوم معلّقة في سماء الأمل، تنثر ضوءها لتضيء طريق الغد.
الزي المدرسي والمريول لم يكونا يومًا مجرد لباس، بل ذاكرة حيّة تختزن الضحكات الأولى، والمواقف الصغيرة، وأحلام الطفولة التي تكبر مع كل عام. هو أشبه بصفحة جديدة من كتاب الحياة، يخطّ عليها الطلبة سطورهم الأولى بحبر الجد والاجتهاد.
وفي هذا المشهد، تمتد أيادٍ بانية من المعلمين والإداريين، تحمل رسائل المحبة والعلم، وتساندها سواعد مخلصة من المراقبين والمشرفين، ليكتمل عقد العملية التعليمية كزهرة نادرة. نعم، التربية والتعليم هي السلاح الأبهى للوطن والركيزة الأمتن لنهضته، فلا حضارة بلا قلم ولا مستقبل بلا مدرسة.
ولأن الأردن يزهر رغم التحديات، جاءت وزارة التربية والتعليم بمديرياتها المختلفة، لتكون مثل السوسنة السوداء، زهرة نادرة تنمو في صخور الصعاب، لكنها تبقى رمزًا للجمال والصمود، وها هو العام الدراسي الجديد يُضاء بنورها، نور العزيمة والإصرار، نور أبناء الوطن الذين يحملون في قلوبهم رسالة أن التعلم ليس مجرد رحلة كتب وأوراق بل بناء وطنٍ يستحق أن يُرفع اسمه عاليًا.
فلتكن أيام هذا العام مليئة بالإنجازات، ولتظل مقاعد الدراسة منابر للأمل، وفضاءات تزرع في نفوس أبنائنا حبّ الأرض والإبداع والتميز؛ فالوطن ينهض بأقلامهم ويزدهر بأحلامهم ويزهو بإنجازاتهم كما تزهو السوسنة السوداء في ربوعه.
السوسنة السوداء، زهرة نادرة، ليست مجرد نبات يتحدى الصعاب بل رسالة سامية تحمل في طياتها صمود المملكة الأردنية الهاشمية وعزيمتها، رمزًا للإصرار والجمال في وجه التحديات، تمامًا كما التعليم والتربية، فهي نور يضيء الطريق وقيم راسخة تُنبت في النفوس، تزرع في كل قلب حبّ الوطن، والأمل، والعمل الجاد؛ فلتكن هذه الزهرة وهذه القيم دليلُنا في كل عام دراسي لتزهر المعرفة وتتفتح العقول وتظل المملكة الأردنيّة الهاشميّة منارةً للعلم والكرامة.