مهند أبو فلاح

" رؤيا توراتية ام غطاء تكتيكي "

نبض البلد -
هند أبو فلاح 
‏استأثرت تصريحات رئيس وزراء الكيان الصهيوني حول ما أسماه السعي إلى تحقيق الرؤيا التوراتية المتعلقة  بإسرائيل الكبرى على اهتمام وسائل الإعلام العربية و العالمية و أثارت ردود أفعال صاخبة لإدانة و استنكار ما تفوه به علنا بنيامين نتنياهو عبر شاشات التلفزة في الدويلة العبرية المسخ مخلفا وراءه كثير من التساؤلات حول ابعاد و مرامي هذه التصريحات في هذا التوقيت الذي يصعد فيه العدو الغاشم من حرب الإبادة على جماهير شعبنا العربي الفلسطيني في قطاع غزة الصامد المجاهد و يهدد باجتياح مدينة غزة و احتلالها بالكامل ناهيك عن تعيده لحملات الاستيطان الممنهجة في و الاعتداءات العنصرية على اهلنا في الضفة الغربية المحتلة.
‏ذهب كثير من المحللين و المراقبين إلى القول بأن الطابع التكتيكي هو الذي يطغى على هذه التصريحات الاستفزازية لنتنياهو إذ يحاول صرف الأنظار عن الأزمة الداخلية لحكومته الائتلافية الهشة بالهروب إلى الامام و دغدغة مشاعر جموع اليمين المتطرف في الدويلة العبرية المسخ عبر تقديم و طرح رؤيا توراتية تنسجم مع توجهات قواعد حلفائه المعبأة بالحقد و الكراهية ضد كل ما هو عربي و مسلم في هذه البقعة من المعمورة و اذا كان هذا الأمر صحيحا إلى حد بعيد لكنه لا يختزل حقيقة أن رئيس وزراء العدو يمتلك حقيقة نظرة شمولية لخارطة الشرق الأوسط و يسعى جاهدا إلى إحداث تغيير استراتيجي في مشهدها السياسي العام لكن هذا الأمر يصطدم بصخرة المقاومة الفلسطينية الباسلة في قطاع العزة و الفخار .
‏المقاومة الفلسطينية التي شكلت صخرة صلبة تتحطم عليها أعتى هجمات العدو المجرم على مدار أكثر من عقدين من الزمن منذ انسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة هي بأمس الحاجة إلى الدعم و الإسناد الحقيقي المباشر لتتمكن من إحباط مخططات نتنياهو و رؤيته البعيدة المدى لشرقنا الأوسط و منطقتنا العربية و هذا يستلزم اتخاذ خطوات عملية فعلية على أرض الواقع لقلب المعادلة رأسا على عقب في وجه حكومة اليمين الفاشي المتطرف في تل ابيب و الا فإننا سنسير نحو الكارثة المحققة بأعين مفتوحة و نقع في فخ العدو المنصوب بعناية لقتل ما تبقى من روح المقاومة و الجهود في أعماق النفس العربية الأصيلة التائقة إلى الخلاص و الانعتاق من نير هذا الاحتلال البغيض الكريه .