"عين على القدس" يسلط الضوء على تصاعد أوامر الهدم الذاتي من قبل الاحتلال

نبض البلد - سلط برنامج "عين على القدس"، الذي عرضه التلفزيون الأردني أمس الاثنين، الضوء على تصاعد إصدار سلطات الاحتلال الإسرائيلي لأوامر الهدم الذاتي لمنازل المقدسيين في المدينة المقدسة.
وعرض تقرير البرنامج المعد في القدس مشاهد لعملية هدم المقدسي إياد قراعين لمنزله الواقع في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، حيث فضل القراعين هدم منزله بيده تجنبا للغرامات الباهظة التي تفرضها بلدية الاحتلال عليه، بعد أن سلمته أمرا بهدم المنزل بحجة عدم الترخيص.
وأوضح التقرير أن هذا المنزل بني قبل 25 عاما، ويقطنه 12 شخصا أصبحوا الآن بلا مأوى.
وقال القراعين إن الموقف الذي يمر به صعب جدا، حيث إنه يقوم بهدم منزله بيده، مشيرا إلى أنه مجبر على ذلك، لأنه تعرض في الفترة الأخيرة لمضايقات كثيرة، من ضمنها التهديد بالحبس ودفع مبالغ كبيرة وتخريب البيوت المحيطة بالبيت،كما انه حاول الحصول على ترخيص بناء عدة مرات دون جدوى.
وأضاف: "نحن صامدون حتى آخر نفس.. ولن نترك القدس مهما كلف ذلك".
وأشار التقرير إلى أن ظاهرة الهدم الذاتي أصبحت مشهدا يوميا في المدينة المقدسة، بعد أن صعدت السلطات الإسرائيلية سياسة هدم المنازل، ما أجبر العديد من أصحاب تلك المنازل على القيام بهذه العملية الصعبة بأيديهم، في حين تبرر بلدية الاحتلال إصدار قرارات الهدم بأن تلك المنازل أقيمت دون ترخيص، في الوقت الذي يعرف فيه الجميع استحالة إصدار أي ترخيص بناء للفلسطينيين في المدينة المقدسة من قبل بلدية الاحتلال.
وأضاف التقرير أن طواقم بلدية وشرطة الاحتلال قامت باقتحام قرية "خلة النعمان" جنوبي القدس المحتلة قبل بضعة أيام ، وقامت بلصق إخطارات "بناء دون ترخيص" على جميع بيوت القرية دون استثناء، تمهيدا لهدمها في المستقبل القريب، علما بأن قرية خلة النعمان بنيت قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، ما أكده الحاج إبراهيم الدرعاوي، المولود في البيت الذي يقطنه عام 1947، والذي أكد كذلك أن ملكية جميع أراضي القرية تعود لأهالي القرية بوثائق رسمية موثقة.
وأوضح التقرير أن عدد البيوت في قرية خلة النعمان يبلغ 45 بيتا، تقطنها عشرات العائلات الفلسطينية منذ عقود، وتوارثتها جيلا بعد جيل، وأن أشد مخاوف هذه العائلات في الوقت الحاضر هو تعرضها للتهجير من مسقط رأسها.
وقال الباحث السياسي والاقتصادي في شؤون القدس، أحمد الصفدي، إن ما يحدث خطير جدا، لأن الهدف من تصاعد وتيرة الهدم الذاتي هو "هدم الذات الفلسطينية" واقتلاع المواطن الفلسطيني من القدس والضفة الغربية، مشيرا إلى أن عملية الهدم الذاتي تضاعفت في ظل الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة الحالية بنسبة 400 بالمئة ، كما أنها شهدت زيادة بضعفين منذ بدء الاحتلال حربه على قطاع غزة.
وأوضح أن بلدية الاحتلال أصدرت في القدس أكثر من 20 ألف أمر هدم للمنازل، وأنه في عام 2024 قامت إسرائيل بهدم أكثر من 226 مبنى، تضرر جراء ذلك أكثر من 40 ألف مواطن مقدسي.
وأضاف الصفدي أن بلدية الاحتلال لا تمنح تصاريح البناء وتضع العراقيل أمام كل طلب للترخيص، فضلا عن تضاعف تكاليف البناء داخل مدينة القدس، والتي تبلغ أربعة أضعاف تكاليف البناء خارج الجدار، حيث تدفع بلدية الاحتلال المقدسيين إلى البناء بطريقة عشوائية خارج حدود مدينة القدس، بهدف إفراغ المدينة من الفلسطينيين وإحلال المستوطنين مكانهم، إلى جانب استغلالهم لقانون "حارس أملاك الغائبين" لمصادرة أراضي وعقارات المقدسيين المقيمين خارج فلسطين.
من جانبه، قال رئيس مجلس محلي خلة النعمان، جمال الدرعاوي، إن بلدية الاحتلال فاجأت أهالي القرية عام 1993 بقرارات هدم منازل القرية ومنع إصدار أوامر بناء جديدة بها، بحجة أنها تقع ضمن حدود بلدية القدس جغرافيا، أي ضمن الحدود التوسعية لبلدية القدس، مشيرا إلى أنهم يريدون الأرض دون السكان.
وأضاف الدرعاوي أن سلطات الاحتلال قامت بضم القرية إلى بلدية القدس بعد إنشائها جدار الفصل العنصري عام 2002، ومن ثم قامت بالإغلاق على القرية وتقييد حركة سكانها بحاجز أسمته "مزموريا"، وقامت بمنع خدمات السلطة الفلسطينية من الوصول إلى القرية بحجة أنها أصبحت تابعة لبلدية القدس، التي قامت في عام 2019 بفرض ضرائب الخدمات على أهالي القرية والتي تسمى "الأرنونة"، دون أن تقدم أي خدمة لأهالي القرية، ما دفع الأهالي إلى عدم دفعها، قبل أن تعود البلدية في عام 2023 بقرار يجبر أهالي القرية على دفع الأرنونة بأثر رجعي، ومصادرة ممتلكات من يرفض دفع هذه المبالغ الضخمة المتراكمة منذ 6 سنوات.
وأكد الدرعاوي أن أهالي القرية صامدون في بيوتهم وثابتون على أرضها، ويرفضون هذه الإجراءات، وأنهم "لن يتزحزحوا منها حتى لو سقط منها آخر طفل"، منوها إلى أن أهالي القرية يحاولون مقاومة الاحتلال من خلال القانون، وبمساعدة العديد من مؤسسات حقوق الإنسان الدولية والمحلية، إلى جانب مساعدة عدد من سفراء دول الاتحاد الأوروبي المتعاطفين مع قضيتهم