طلال أبوغزاله

"طلال أبوغزاله العالمية" تحافظ على موقعها المحاسبي عالميا في منتدى العشرين الكبار

نبض البلد -
طلال أبوغزاله
من واقع العمل الدولي في مجال المحاسبة والتدقيق والمناصب القيادية العديدة التي خدمت من خلالها المهنة والمهنيين ومن خلال تأسيسي لواحدة من أكبر شركات المحاسبة والتدقيق العالمية وهي شركة طلال أبوغزاله وشركاه الدولية، أدركت أن حصول شركات التدقيق على مصداقية واعتراف عالمي لا يكون بمجرّد تقديم الخدمات المهنية والتنوع فيها وإنما بالثبات على تطبيق المعايير الدولية مهما كانت التحديات أو الضغوط، والتاريخ يشهد على انهيار شركات تدقيق عالمية عريقة بلحظه عندما غفلت عن المعايير المهنية والأخلاقية للمهنة.
ولطالما آمنت أن الدخول في السوق العالمية لا يتحقق بإجادة مراجعة القوائم المالية فقط، بل يتطلب قبل كل شيء أن تعيش المسؤولية الأخلاقية للمهنة بكل ما فيها من التزام وشفافية وشغف وتجرد، وهذا تحديدًا ما شكّل مسارنا عندما قررنا أن نكون جزءًا من المنظومة الدولية لمهنة المحاسبة من خلال عضويتنا في منتدى شركات المحاسبة الكبرى العابرة للقارات التي تلتزم بالمعايير الدولية لإعداد التقارير المالية ومعايير الإفصاح ومعايير الرقابة على الجودة التابع للاتحاد الدولي للمحاسبين.
عضويتنا في هذا المنتدى جاءت من قناعة راسخة أن الالتزام بمعايير الجودة الدولية يجب أن يكون مكونًا أساسيًا في البنية التشغيلية لأي شركة تمارس التدقيق في أكثر من دولة.
وبمرور السنوات تحوّلت هذه المتطلبات إلى ثقافة داخلية صار كل عضو في الفريق يدرك معناها وأثرها ومخاطر التهاون فيها.
ولم يكن من السهل الوصول إلى هذا المستوى من النضج المؤسسي حيث احتجنا لسنوات من البناء والتدريب واستقطاب الكفاءات حتى تماسك البناء وتوحّدت الرؤية. واليوم حين نقدم خدماتنا في عشرات الدول لا نُرسل فريقًا وحسب بل نُرسل فكرة ناضجة محمية بمنظومة دولية معترف بها عالميًا ولهذا أصبحت الفروع تنمو دون تناقض وأصبحت عمليات التدقيق لدينا ذات موثوقية عالية لدى أصحاب المصلحة لأننا نقدم رأينا بكل شفافية ومهنية وجودة.
وما تعلمناه من هذه التجربة هو أن العمل في السوق الدولي يضعك في اختبارات متتالية، فإما أن تثبت نجاح النموذج أو تفضح هشاشته.
ولأننا جزء من منتدى شركات المحاسبة الكبرى العابرة للقارات، كان لزاماً علينا أن نخضع لمراجعات دقيقة كل عام ونسلّم تقارير تفصيلية للمنتدى توضح مدى التزامنا بمعايير الجودة المهنية. وكان هذا الانضباط سببًا في أن نصمد أمام أزمات اقتصادية وسياسية لم يكن التعامل معها ممكنًا بدون نظام متماسك.
لهذا فإننا لا نرى عضويتنا في المنتدى مجرد عضوية، بل جزءًا من الحصانة المهنية التي بنتها المؤسسة عبر تاريخها ورافعة ثقة للعميل والمستثمر والجهة الرقابية في آن واحد.
ونحن نعلم أن الطريق طويل وأن المعايير تتغير باستمرار. لكننا اخترنا أن نبقى في حالة استعداد دائم. فالسوق لا ينتظر من يتردد ولا يغفر لمن يخطئ في الأرقام. ولهذا نواصل التطوير والتدريب ونوسع نطاق أدواتنا الرقمية ونربط كل ما نقوم به بمنظومة الجودة العالمية التي نؤمن بها.
وفي نهاية هذه الرحلة أستطيع أن أقول بثقة أن الانضمام إلى منتدى شركات المحاسبة الكبرى العابرة للقارات لم يكن فقط قرارًا مؤسسيًا، بل كان اختبارًا دائمًا لنزاهتنا وثباتنا وصدق التزامنا بما تعنيه المحاسبة من أمانة تحكم نتائج كل شيء