نبض البلد - الهبّة الأردنية لإخماد حرائق سوريا… نشامى الدفاع المدني وسلاح الجو يجسّدون معنى الأخوّة والإنسانية
هكذا يكون النُبل… وهكذا يكون الأردن.
حين يكون الشقيق في ضيق، تجد الأردن أول الحاضرين،
وحين تشتعل النار في غابةٍ هناك، تتحرّك النخوة من عمّان، لا لتُطفئ حريقًا فحسب، بل لتُشعل معنى الأخوّة في القلوب.
في مشهدٍ يُجسّد أعظم معاني الأخوّة والإنسانية، جاءت توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، حفظه الله، كعادته السبّاقة، لتكون هبّة الأردن إلى الشقيقة سوريا صورة ناصعة من صور العروبة الحقة، والنُبل الأردني الذي لا يتخلّف عن ميادين الواجب.
رغم المسافة الطويلة التي تفصل بين عمّان وريف اللاذقية — نحو ٨٠٠ كيلومتر — تحرّكت قوافل الإسناد الأردني بلا تردد، تحمل في قلوب رجالها ما يفوق المياه والمعدات: تحمل النخوة، والغيرة، والدم الذي لا يعترف بالحدود حين يشتعل نداء الأخوّة.
أعداد كبيرة من آليات الدفاع المدني الأردني — سيارات الإطفاء والإنقاذ المدربة والمجهزة — عبرت الأرض باتجاه ريف اللاذقية، لتلتحم بفرق الإطفاء السورية في معركة النار، جنبًا إلى جنب، كما يفعل الأشقاء في ساعة العسرة.
ولم تتأخر السماء الأردنية عن المشاركة، إذ أُقلعت الطائرات العامودية التابعة لسلاح الجو الملكي الأردني، محمّلة بخزانات المياه والقلوب الممتلئة بالرجولة والعزم، لتحلق فوق النيران، وتُسقط مطر النجدة من علوّ.
لقد كانت الفرحة الغامرة التي عبّر عنها أهل سوريا بكل أطيافهم، أكثر من مجرّد شكر؛ كانت شهادة حبّ واحترام للأردن، ولقيادته، ولرجال الدفاع المدني وسلاح الجو الذين لم يخذلوا أحدًا يومًا، وكانوا دومًا في المكان الصحيح والزمان الأصدق.
لقد أثبت النشامى مرة أخرى أن الكفاءة الأردنية في ميادين الدفاع المدني والإغاثة ليست وليدة ظرف، بل هي ثمرة تدريب احترافيّ، وعقيدة إنسانية، وثقة ملكية لا تُمنح إلا لمن يستحقها.
سلمت أياديكم يا نشامى الدفاع المدني،
وسلِمت أجنحة طائراتكم يا صقور سلاح الجو،
ويا أبناء الوطن الذين إن حضروا… حضر الشرف والفخر معهم.
كلّنا فخر بكم،
وكلّنا فخر بأردن لا يعرف التقاعس،
ولا يخذل من استغاث به…
أللهم احفظ الأردن، وطنا وقيادة وشعبا
وأدم عليه نعمة الأمن والأمان ،
وأحفظ اللهم احفظ أجهزتنا الأمنية الباسلة،
واجعلهم درعًا لهذا الوطن، وسندًا لأهله،
وانصرهم بنصرك، وبارك في سعيهم، ووفّق خطاهم.
اللهم وأعن إخواننا في سوريا الشقيقة،
وارفع عنهم البلاء،
واطفئ نار الفتن والحرائق،
واجمعهم على خيرٍ وسلام،
واحفظهم بحفظك، وارزقهم من عندك أمنًا وطمأنينة.
— من قلبٍ يرى في بلده شرف العطاء، وفي نخوته مرآةً للهُويّة.
اللواء المتقاعد محمد بني فارس