كنعان: الهجرة النبوية تشكل محطة دينية وتاريخية مفصلية بما تحمله من أبعاد ومضامين

نبض البلد - قال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس، عبد الله توفيق كنعان، إن السيرة النبوية الشريفة تُجسّد نهجًا حضاريًا متكاملًا في الحياة، لا يقتصر أثره على المسلمين فحسب، بل يشمل كل من يحتكم إلى العقل ويتمسك بالفطرة السليمة، بما يضمن حياة كريمة وأمنًا إنسانيًا شاملاً.
وأضاف كنعان، في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الهجرة النبوية تشكل محطة دينية وتاريخية مفصلية بما تحمله من أبعاد ومضامين، حيث تجلّت معها الدولة الإسلامية المدنية المتمسكة بتعاليم دينها الحنيف ومنظومة القيم الأخلاقية والتشريعية الكفيلة بتحقيق الرفاه والتنمية والأمن والسلام، القائم على أداء الحقوق بما يتوافق مع تعاليم الشرع الإلهي.
وأشار كنعان إلى أن ما يشهده العالم اليوم من أزمات وتحديات وصراعات عابرة للحدود، يُبرز أهمية السيرة النبوية، لا سيما حادثة الهجرة النبوية، باعتبارها مصدرًا غنيًا بالدروس والعبر التي يُمكن الاستفادة منها وتطبيقها في مختلف جوانب الحياة اليومية.
وقال إن ما تمرّ به الأمة من تداعيات وأحداث جسام، وما يحيط بها من صراعات وحروب، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمخططات الهادفة إلى التقسيم والتفرقة، والتي تُنسب إلى الصهيونية العالمية التي وضعت العديد من البرامج وتسعى إلى تنفيذها عبر ذراعها الرئيس، والمتمثل بالاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
وبيّن أن الاحتلال، وفي ظل سياسات وتصريحات حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف، يهدد بإشعال حرب إقليمية واسعة النطاق والنتائج، تحت شعارات استعمارية مثل "الشرق الأوسط الجديد" و"السلام بالقوة"، وهي مفاهيم تعكس ما يُحاك من مؤامرات يجب مواجهتها بوعي وإرادة راسخة.
وأكد أن الهجرة النبوية الشريفة حملت في طياتها دروسًا وقيمًا دينية عملية تصلح لعمارة المجتمعات وتعزيز تماسكها، لافتًا إلى أنه من الهجرة انبثقت مفاهيم راسخة كالتخطيط، والثقة بالنصر، والمؤاخاة، ووحدة الصف، وبناء الدولة على أسس دستورية تحفظ الحقوق وتكرّس العدالة، في إشارة إلى "وثيقة المدينة" التي أرست مبادئ المساواة والعدالة بين مكونات المجتمع كافة.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، لاسيما مدينة القدس، أوضح كنعان أنها تتعرض اليوم لمؤامرات كبرى من استيطان وتهويد وأسرلة، إلى جانب المحاولات للقضاء على القضية الفلسطينية كقضية إنسانية وعربية وإسلامية.
وشدد على ان الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى ترسيخ رواياته التلمودية والتوراتية، بما في ذلك "أرض الميعاد" و"الهيكل المزعوم"، مؤكدا أن القدس تبقى قضية مصيرية للأمة وللعالم الحر، وتستمد صمودها وتمسكها بالحق من دروس الهجرة النبوية والإرادة النبوية الصلبة.
ولفت إلى أن القدس شكلت، في الهجرة النبوية، محطة دينية ووحدوية مهمة، إذ كانت قبلة المسلمين بعد الهجرة، حيث خُصّت بأحاديث نبوية شريفة عديدة ، موضحا أن بناء مسجد قباء كان أول إجراء اتخذه الرسول، صلى الله عليه وسلم، عند الهجرة، لما للمسجد من أهمية رمزية ودينية وتعليمية وإدارية واجتماعية في الدولة الإسلامية.
وأشار كنعان إلى أن المسجد الأقصى المبارك، الذي ارتبط بالمعراج والإسراء وأحاديث نبوية شريفة، يُشكّل اليوم جوهر عقيدة النضال والتحرر الفلسطيني.
وأكد أن اللجنة الملكية لشؤون القدس، إذ تشارك القيادة الهاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وشعوب الأمة في الاحتفال بذكرى الهجرة النبوية الشريفة، فإنها تستذكر عزم الرسول، صلى الله عليه وسلم، في حمل رسالة الإسلام، وتقوية المجتمع، وتوحيد صفوفه وكلمته.
وشدد كنعان على أن الأمة بحاجة اليوم إلى دروس الهجرة النبوية لتعزيز صمودها ونضالها وهويتها الحضارية الأصيلة، دفاعًا عن الأرض والمقدسات والمصير والمستقبل، ولاسيما في ظل تحديات غير مسبوقة تتطلب استغلال جميع عناصر القوة، واستنهاض الهمم دفاعًا عن الحق والعدل.
-- (بترا)