بسبب صافرات الإنذار.. طلبة “التوجيهي” يفقدون التركيز

نبض البلد -

درويش يحذر من أثر التوترات على أداء طلبة التوجيهي
دهون: الطالب يحتاج إلى وقت لاستعادة توازنه النفسي

الأنباط – شذى حتاملة

في ظل التصعيد الإقليمي الذي اشتعل بين إسرائيل وإيران، وبينما كان طلبة الثانوية العامة (التوجيهي) يركزون في أوراق الامتحان، دوّت صافرات الإنذار في عدد من محافظات المملكة، محذرة من تهديدات أمنية محتملة. لحظات اختلط فيها الخوف بالارتباك، أثّرت بشكل مباشر على الحالة النفسية والعقلية لآلاف الطلبة، في واحدة من أكثر المراحل حساسية في مسيرتهم التعليمية.
وتطرح هذه الحادثة تساؤلات واسعة حول ما إذا كانت وزارة التربية والتعليم ستأخذ بعين الاعتبار تأثير هذه الظروف الطارئة على أداء الطلبة، خصوصًا أن امتحان التوجيهي يُعدّ مفترق طرق حاسم لمستقبلهم الأكاديمي.

شهادات طلابية: الامتحان أصبح "آخر الأولويات”
ورصدت "الأنباط” آراء عدد من الطلبة الذين كانوا يؤدون امتحاناتهم تزامنًا مع إطلاق صافرات الإنذار.
تقول الطالبة رنيم: "كنا نمتحن في مادة الإنجليزي، وفجأة سمعنا صافرة الإنذار. توقفت عن التفكير تمامًا، وشعرت بأن الامتحان أصبح آخر أولوياتي. لم أستطع العودة إلى التركيز بعد ذلك”.
أما الطالب أحمد، فأشار إلى أن "هذه الأحداث رفعت منسوب التوتر والقلق لدينا، ما سيؤثر بالتأكيد على أدائنا في الامتحانات القادمة. التوجيهي ليس اختبارًا عاديًا، بل هو محطة مصيرية تحدد مستقبل الطالب”.

درويش: تأثير نفسي وعقلي يستدعي تدخلًا رسميًا
الخبير التربوي الأستاذ محمود درويش أكد أن صافرات الإنذار تؤثر سلبًا على الطلبة، سواء أثناء الامتحان أو خلال التحضير له، إذ تزرع التوتر والخوف وتشتت الانتباه، وهي مشاعر مضاعفة في ظل ضغط الامتحان نفسه.
وقال درويش إن "الأوضاع الحالية، وما يتداوله الطلبة من أخبار عن حرب وقصف، يفاقم من تدهور حالتهم النفسية”، داعيًا إلى توفير دعم نفسي جاد يضمن شعور الطلبة بالأمان، سواء من خلال رسائل طمأنة من الأهل والمعلمين والإعلام، أو عبر مبادرات مباشرة من الجهات الرسمية.
وأضاف أن دور الأسرة في احتواء الأبناء خلال هذه المرحلة ضروري، عبر منحهم دفعة نفسية تعزز من قدرتهم على التركيز وتجاوز التوترات.

الدهون: الصدمة النفسية تؤثر على التركيز والتحصيل
من جهته، أوضح المرشد النفسي والتربوي محمد عيد الدهون، أن الأوضاع الأمنية وصافرات الإنذار لها أثر بالغ على الصحة النفسية للطلبة، مرجعًا ذلك إلى الشعور بعدم الأمان وفقدان السيطرة على الأحداث المحيطة.
وأشار إلى أن "الطالب يحتاج وقتًا لاستعادة توازنه النفسي والعودة إلى التركيز، خصوصًا في ظل تكرار الصافرات أو حدوثها فجأة، مما يؤدي إلى اضطرابات في الذاكرة والانتباه، وهما عاملان أساسيان للتحصيل الدراسي”.
وبيّن الدهون أن هذه الحالة النفسية قد تؤثر أيضًا على الصحة الجسدية، وتُضعف الثقة بالنفس، مطالبًا بتوفير تدخل نفسي ممنهج يراعي هذه الظروف الاستثنائية.

دعم نفسي شامل.. ودور تشاركي
وشدد الدهون على ضرورة تقديم دعم نفسي ممنهج للطلبة، عبر جلسات إرشادية فردية وجماعية. وتزويد الطلبة بأساليب التعامل مع التوتر، مثل تقنيات التنفس العميق والاسترخاء. وإشراك الأهل في تقديم الدعم، وتزويدهم بإرشادات واضحة لمساعدة أبنائهم. وتعزيز التواصل بين الطلبة والمعلمين، وتوفير بيئة مدرسية آمنة تشجع على التعبير.
وأكد أن الدعم النفسي جهد جماعي يتطلب تعاونًا بين الجهات الرسمية، والمرشدين النفسيين، والمعلمين، وأولياء الأمور، مشيرًا إلى أن المعلمين يمكنهم رصد علامات القلق والضيق لدى الطلبة وتقديم الإحالة المبكرة إلى المختصين داخل المدرسة.
كما شدد على أهمية دور إدارة المدرسة في توفير الموارد اللازمة لبرامج الدعم، وخلق بيئة تعليمية داعمة تُسهم في تخفيف الضغوط النفسية عن الطلبة.