"معسكرات الحسين للعمل والبناء.. حاضنة الروح الوطنية ومصنع القيم الشبابية"

نبض البلد -

محمد علي الزعبي

قريبًا، وبزخم وطني متقد، تنطلق فعاليات معسكرات الحسين للعمل والبناء في مختلف محافظات المملكة، لتعلن عن انطلاقة جديدة لموسم من العمل والعطاء، يجسد الرؤية الهاشمية العميقة في تمكين الشباب وصقل وعيهم الوطني. هذه المعسكرات التي ترعاها وزارة الشباب ليست مجرد برامج صيفية عابرة، بل نهج وطني مستمر ومشروع تربوي شامل، يعكس الإيمان بأن الشباب هم الثروة الحقيقية والركن الأصيل في بناء الأردن الحديث.

بصفتي إعلاميًا متابعًا ومؤمنًا برسالة الدولة تجاه الشباب، فإنني أؤكد أن معسكرات الحسين للعمل والبناء ما زالت تمثل نموذجًا متقدمًا في تكريس مفاهيم العمل التطوعي، والانضباط، والانتماء، والقيادة، بأسلوب ميداني حيّ، يدمج بين النظرية والتطبيق، وبين الفكر والممارسة.

لقد أرساها جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال، رحمه الله، لتكون منبرًا لتربية الأجيال، وتفجير الطاقات الكامنة في نفوس الشباب، فكان لها الدور الكبير في تعزيز روح المسؤولية والمواطنة الفاعلة. واليوم، تستمر هذه المسيرة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وبتوجيهات ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ليُعاد تقديم المعسكرات برؤية تطويرية تتواءم مع رؤى التحديث السياسي والاقتصادي والإداري.

ما يميز هذه المعسكرات، أنها تتجاوز الجانب الترفيهي أو النشاطي، لتخوض عمق التثقيف الوطني والتوعية السياسية، عبر جلسات حوارية وتفاعلية، وورش عمل تُعزز مفاهيم الدولة المدنية، وحقوق الإنسان، والعمل الجماعي، والمبادرة الفردية، كما تُرسخ ثقافة الإنتاج والتكافل والمسؤولية الاجتماعية.

إن تلاقي شباب الأردن من الشمال إلى الجنوب، ومن البادية إلى الريف والمخيمات، تحت مظلة هذه المعسكرات، يؤسس لمساحة وطنية جامعة، تُعلي من شأن التنوع وتحوّله إلى مصدر قوة ووحدة، لا تفرقة أو اصطفاف.

وأمام ما يمر به الإقليم من تحولات، وما يواجهه الشباب من تحديات، تأتي معسكرات الحسين كأداة استراتيجية للدولة، لتعزيز المناعة الفكرية، وحماية الجبهة الداخلية، وبناء جيل وطني واعٍ قادر على حمل الأمانة ومواجهة المجهول بثقة وجدارة.

إنني، أرى في هذه المعسكرات نموذجًا وطنيًا رائدًا يستحق المزيد من الدعم الإعلامي من كل الصحف والمواقع الإلكترونية والتطوير والترويج لها ، فهي ليست فقط مدرسة للانتماء، بل بوابة لصناعة قادة المستقبل، ومختبر عملي لتجسيد حب الوطن بالأفعال لا بالأقوال.

معسكرات الحسين للعمل والبناء.. حاضنة الروح الوطنية ومصنع القيم الشبابية.