اتفاقية التامين الصحّي لمرضى السرطان يولي الأهمية للمواطن ويعطيه أملا جديدا

نبض البلد -

قطامش: الاتفاق يأخذ بعين الاعتبار الطاقة الاستيعابية ل"الحسين للسرطان"

الحوارات: توقيته مناسب وحصيلة سنوات من النقاش

الانباط- كارمن ايمن

بجهودٍ أُردنية مُكثَّفة ومستندة إلى رؤية وخطابات جلالة الملك عبدالله الثاني حول التحديث الاقتصادي، شرعت الحكومة بخطوة جديدة تُعتبر بمثابة فُسحة أمل للأفراد المتوقَّع إصابتهم بالسرطان، الذي كان ولازال يفتك أجسام الآف المرضى، وذلك تجسيدًا لأهدافها المُرتكزة على الوصول لتغطية صحّيّة شاملة، وتخفيفًا عن المرضى وتسهيلًا عليهم لإجراءات وصفوها بالمُعقَّدة والمُرهِقة.

وبالتزامن مع عقد الاتِّفاقية التي سيبدأ تنفيذها مطلع الشهر الأوَّل من العام القادم، أشار مُختصون إلى أنَّ التأمين الصّحي الجديد سيضمن للأفراد حقهم في العلاج بسهولة ويُسر أكثر من السابق، كما انه جاء بتوقيته المناسب ليشمل الفئات المحتاجة وضمن دراسات متخصِّصة كونه حصيلة مناقشات جرت مُنذ سنوات.

وأوضحوا أنَّ الاتِّفاقية لن تؤثِّر على مستوى الرعاية الصحية المُقدّمة للمرضى الحاليّين، لاسيما أنَّ الطاقة الاستيعابية لمركز الحسين للسرطان تحتمل أعداد كبيرة من المرضى التي قد تصل نسبتهم إلى 60%، ومُحقِّقًةً نتائج إيجابية سُيلاحَظ أثرها على المدى القريب.

مما لا شك فيه أنَّ رأي المواطن الأردني يُعدُّ أساسًا في مُجتمعٍ تسوده الديمقراطية، وهو ما أكدت عينة من المواطنين استطلعت الأنباط رأيهم حول الاتفاقية مُبدين فخرهم واعتزازهم بالوطن وقرارته الصائبة ومؤيدين له بشتّى جوانبه.

قطامش: حماية وكرامة

وأشارت المديرة العامّة لمؤسسة الحسين للسرطان نسرين قطامش أنَّ الاتفاق جاء بعد تحوُّل الاعفاءات والتغطية ما بعد المرض عند تشخيصهم فيه إلى تأمين صحّي يضمن حماية مالية واجتماعية تُحفظ فيها كرامة المواطنين ويؤمِّن وصولهم للعلاج الفوري في مركز الحسين للسرطان دون أي تعقيدات أو إجراءات إدارية.

ولفتت إلى أنَّ الاتِّفاق تمَّ دراسته ضمن الطاقة الاستيعابية الحالية لمركز الحسين للسرطان دون أي تأثير على جودة الخدمات أو آلية تقديم العلاج لمرضى السرطان الشمولي، إذ أنَّه يستقبل 55% من حالات السرطان في المملكة وقد تصل النسبة إلى 60%.

وأوضحت أنَّ البرنامج يشمل تأمين من يبلغ سنَّهم 60 عامًا فما فوق بالعلاج وجميع الأطفال الأردنيين البالغين 19 عامًا فما دون، بالإضافة إلى جميع منتفعي صندوق المعونة الوطنية بغض النظر عن فئاتهم العمرية.

وحثَّت شركات التأمين وأصحاب العمل في القطاع الخاص على شمول تأمين رعاية لعلاج مرض السرطان ضمن بوالصهم التأمينية المختلفة لاسيَّما أنَّ المؤمَّنين بالقطاع الخاص ضمن الفئة العمرية 20-60 عامًا لا تشملها الاتِّفاقية.

وتابعت قطامش أنَّ المرضى قيد العلاج المحوَّلين من الجهات الحكومية سيستمر علاجهم دون أي تغيير، إذ يبلغ عددهم نحو الـ 28 ألف تغطي الحكومة تكاليف علاجهم حتّى الشفاء.

الحوارات: أمل جديد

بدوره، أشار مساعد المدير العام لشؤون المرضى ومدير قسم الطوارئ في مركز الحسين للسرطان ومدير مركز سميح دروزة، الدكتور منذر الحوارات إلى أنَّ الاتفاقية ستنعكس إيجابًا على صحّة الأفراد المتوقَّع إصابتهم بالمرض من الناحية النفسيّة لاسيما الفئات الاجتماعية محدودة الدخل.

ولفت إلى أنَّها ستمنحهم الأمل من منطلق أنَّ علاجهم مؤمَّن، لاسيما أنَّ الجهد السابق من المرضى وذويهم أرهقهم إلى حدٍّ كبير، موضِّحًا أنَّها جاءت بالتوقيت المناسب وبعد حصيلة سنوات من النقاش باعتباره مرض خطير وله تداعيات اجتماعية وصفها "بالقاسية".

وأكَّد على أنَّه قرار سيُحقِّق العدالة وسيزيد فرص الشفاء، إضافةً إلى أنَه سيُنهي اللغط الجاري حول كيفية علاج هذه الفئة، إذ تعدُّ خطوةً أولى في سياق مشروع التحديث الصحي في الأردن مُعتقدًا أنَّه سيطرأ عليه تحديثات مستمرّة مُستقبلًا.

في هذا الإطار، رصدت الأنباط عينة من رأي الشارع الأردني حول التأمين الجديد لمرضى السرطان، إذ أيَّد المواطنون القرار موضِّحين أنّ هذه الفئات العمرية الأكثر احتياجًا له، لاسيما كبار السن من منطلق أنَّه مرض خطير ولابُد من تلبية متطلبات العلاج الخاصّة في كل فرد.

وأشار البعض الآخر إلى أنَّه جاء في توقيته المناسب رغمًا عن أنَّه مُتأخرًا إلى حدِّ ما، لاسيَّما أنَّ بعض البلدان الأُخرى تقدَّمت في هذا المجال، بحسب قولهم.

وكانت الحكومة قد وقعت اتِّفاقية مع مؤسسة ومركز الحسين للسرطان، للبدء بتنفيذ برنامج التأمين الجديد في المركز، باعتبارها توطئة لتطبيق التأمين الصحي الشامل الذي تعمل الحكومة على تنفيذه ضمن إطار خطة التحديث الاقتصادي

إحصائيات ونسب

يُذكر أنَّ نسب الشفاء لسرطانات الأطفال تجاوزت الـ85% خلال العام الماضي، بينما تعدَّت نسب الشفاء لسرطانات الكبار ما يقارب الـ 85% لاسيَّما في مراحل الكشف المُبكِّرة، فضلًا عن تسجيل المملكة لأكثر من 10آلاف حالة إصابة جديدة في عام 2024.