أحمد الضرابعة
الإجراءات البيروقراطية التي يضطر مرضى السرطان أو ذويهم للقيام بها لاستصدار إعفاءات لعلاجهم، تُعمّق شعورهم بالخذلان والعجز، وتضعهم أمام تحدٍ لا مع المرض فقط، وإنما مع المنظومة الإدارية التي يجب أن ترفع عنهم المعاناة لا أن تقوم بزيادتها، ولذا، كانت الاستجابة الحكومية لهذه الحاجة الإنسانية موفّقة، فتوقيعها ومؤسسة ومركز الحسين للسرطان اتفاقية "برنامج رعاية لعلاج السرطان" يُوسّع قاعدة المستفيدين من التغطية الصحية الحكومية، ويزيح عبء حصول المرضى على الموافقات المطلوبة لبدء رحلاتهم العلاجية، حيث أصبح بإمكانهم الاستفادة من تطبيق "سند" الحكومي للحصول على بطاقة تأمين رقمية تتيح لهم تلقي العلاج دون الحاجة للقيام بأي خطوات مسبقة.
"برنامج رعاية لعلاج السرطان" يشمل أكثر من أربعة ملايين مواطن أردني من فئتي الأطفال واليافعين وكبار السن، ويُشكّل خطوة كبيرة في مسار مجانية العلاج المتقدم للمرضى من المواطنين الأردنيين. أحسنت الحكومة باتخاذ هذه الخطوة التي تخدم فئة من المرضى تستحق عناية خاصة وتسهيلات تراعي أوضاعهم الصحية والمعيشية، وهي خطوة تعزز احترام كرامة الإنسان الأردني وتربط ذلك بالسياسات الحكومية، وهذا ما يجب أن يُبنى عليه في بناء السياسات العامة التي ترتبط بقطاعات الصحة والتعليم والنقل وغيرها بما يحقق العدالة الاجتماعية، ويرتقي بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين ويراعي احتياجاتهم المختلفة، وهذا ما يترك آثاره الإيجابية على صورة الحكومة، عندما تضع الإنسان في قلب أولوياتها.