د.حازم قشوع

نذر الحرب في جملة السلام !

نبض البلد -
د. حازم قشوع
 
يبدو أن مغامرات زيلنسكي ونتنياهو على وشك الانتهاء، هذا ما تقوله استخلاصات حالة المخاض السياسي المعاشه على الرغم من سخونة الأجواء المصاحبة لها، الا ان عناوينها أخذت ما تشكل نهايات للمرحلة السائدة سيما وقد اتفقت موسكو وواشنطن على معادلة تقوم بموجبها موسكو بالاستحواذ على ولايات المفاعل النووي في أوكرانيا، مقابل حوصلة المفاعل النووي الايراني الذي وصلت قوته التخصيبيه إلى 60% كما تؤكده البيانات، وهذا ما يعنى الى امكانية تحويله من مفاعل لأغراض الطاقة إلى مفاعل للقوة الاستراتيجية.
 
تلك هي جملة المبتدأ التي تدور عليها حالة المناخات الساخنه فى المنطقة، والتى تنذر باشتعال ازمة عسكرية بين ايران "الصينية" واسرائيل "الأمريكية"، والتى راحت لتنجز قنبله نوويه مع ألمانيا الاتحادية لتدمير معامل التخصيب فى الإقليم الإيراني حتى لا يضعها ذلك بطريقة احادية فى مرمى النيران الايرانية التي راحت بدورها تنشر مواقع المفاعل النووي الإسرائيلي، لتؤكد بذلك على نوويه الدوله الاسرائيليه التى مازالت لا تقر علانية بذلك وهو المشهد الذي يبلور حالة التصعيد الراهنة فى ظل محاولة "سلخ" العراق عن إيران الذي يتم استهدافه عبر مناخات التصعيد العسكري، بمظاهر إجلاء الدبلوماسيين الأمريكان فى العراق والبحرين حيث الأسطول الخامس الأمريكي بهدف بث روح الجدية للتدخل العسكري، وذلك بعدما نجحت دول المركز بحوصلة التمدد الإيراني في لبنان وسوريا ليأتي من بعد ذلك دور  العراق بهذه المرحله.
 
ومن أجل إتمام هذه المرحلة وفتح صفحة جديدة، كان لابد من إرساء رسالة طمأنة تجاه القضية الفلسطينية التي تعد القضية المركزية العربية، وهو ما يتم ارسائه عبر قافلة الصمود التي انطلقت من تونس وهى مؤيده ايضا من المغرب العربي و الجزائر كما فى ليبيا ومن مصر، وهى القافله التى تشارك فيها أكثر من 40 ألف حافلة من أجل رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة ودعم مجهودات وقف إطلاق النار، وهي القافلة التي تأخذ أبعاد إنسانية وهذا ما يجعل من نصرتها واجبة من الجميع، الأمر الذي يعني أيضا وصول حالة المخاض المعاشة إلى النهايات فى الداخل الاسرائيلي كما في الداخل الفلسطيني.
 
وعلى صعيد متصل مازال الاتحاد الأوروبي يعمل من أجل إثبات دوره على الصعيد الأوكراني، حيث يحاول تصعيد الأزمة ليتم فيما بعد احتواءها في أوكرانيا بينما يحاول إرساء جملة سياسية توافقية في الناحية الاسرائيلية "الفلسطينية / العربية" تضم مبادرة مركزية تقوم على الاعتراف بفلسطين الدولة أمميا من أجل حيوية مشروع حل الدولتين، الذي تتفق عليه كل الهيئات الأممية وعلى أهميته باعتباره الحل الأمثل لإرساء مناخات طبيعية تحفظ السلم الإقليمي والسلام الدولي، وهو المشروع الوحيد الذى يتوافق مع مقررات الشرعية الدولية والتوافقات البينية، وهذا ما يجعل من هذا المشروع يمتلك الشرعية التقريرية والمشروعية الإقرارية.
 
وفى وسط حالة المخاض المعاشه، مازال البيت الأبيض يدخل في صدامات مباشرة مع عمق الدوله العالمي والأمريكي نتيجة سياساته الرامية لبناء منظومة جديدة لقيادة العالم، وهذا ما تظهرها موجات الممانعه فى كاليفورنيا كما فى الولايات الليبرالية الكبيرة حيث نيويورك و الينوي شيكاغو كما يتوقع أن تدخل فلوريدا لأول مرة وتكساس إضافة لعملية عدم الانسجام بين مراكز القوى بالبيت الأبيض والكابيتول كما في منظومة العمل الامنية والعسكرية، وهو ما جعل من البيت الأبيض يسارع بإنهاء الملفات الداخليه و الإسراع في إنهاء مهاماته الاستراتيجية حتى لا يدخل في مرحلة "الهروب للأمام"  التى تعيش أمريكا فصلها الأول.
 
ان الأردن وهو يبين دائما أهمية المرجعية الأممية في فض النزاع، كما دأب يؤكد على اهمية العودة للقنوات التفاوضية ورفضه المطلق لاستخدام آلة الحرب العسكرية للاستحواذ على جملة سياسية، فان الاردن يحمل المجتمع الدولي مسؤولية ادخال المنطقة بأجواء من التصعيد مرة أخرى لما سيحمله ذلك من تبعات سياسية وتنموية وكما إنسانية، وهو الدور الذي ما فتئ الأردن يقوم عليه منذ دخول المنطقه نظريات الفوضى الخلاقة متحملا بذلك أعباء كبيرة نتيجة قيامه بدوره الإنساني نيابة عن الاسره الدوليه جراء أعمال الاستضافه والإغاثة والحملات الإنسانية التي ما فتئ الأردن يقوم بها على حساب دورته الاقتصادية التى عانت الكثير جراء ذلك، وهو الأردن الذى سيبقى يحذر كافة الأطراف بعدم المساس بحدوده و فضاءه، ليبقى الاردن واحة الامان الذى يقدم الدور الانساني بكل امانة ومسؤولية وتبقى رسالته تعمل على تصويب بوصلة التوجهات كلما انحرفت عن توجهات الأمن والسلام للمنطقة ومجتمعاتها، وهو يتعاطى مع مناخات المنطقة بكل موضوعية وعقلانية من منطلق رسالته للعالم والإنسانية.