"الزراعة" تؤكد وفرة الأضاحي ومواطنون يشتكون ارتفاع الأسعار

نبض البلد -

 

تجار يشكون ضعف الإقبال وحماية المستهلك تطالب بالذبح المنظم

الأنباط – رزان السيد

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تشهد الأسواق وفرة في كميات الأضاحي، وسط تباين في الآراء حول الأسعار وحركة البيع.

وبينما تؤكد وزارة الزراعة أن الكميات المعروضة تفوق حاجة السوق، يشتكي بعض التجار من ركود الطلب وارتفاع الكلف، في حين أعرب مواطنون عن استيائهم من الأسعار التي وصفوها بـ”المبالغ فيها”، معتبرين أن كلفة الأضحية باتت تشكل عبئًا إضافيًا على دخلهم المحدود.

من جانبها، حذّرت الجمعية الوطنية لحماية المستهلك من الذبح العشوائي، ووجهت مجموعة من النصائح الشرعية والصحية للمواطنين.

 

الزراعة: المعروض يتجاوز الحاجة والأسعار منضبطة

وقال الناطق الإعلامي باسم وزارة الزراعة، لورانس المجالي، إن كميات الأضاحي في الأسواق المحلية تزيد بنسبة 30% عن حاجة السوق المقدرة بنحو 300 ألف رأس. وأوضح في تصريح لـ”الأنباط” أن المتوفر يشمل 180 ألف رأس مستورد و400 ألف رأس محلي.

وأشار المجالي إلى أن أسعار الأضاحي المستوردة تتراوح بين 200 و240 دينارًا، بينما المحلية تتراوح بين 220 و260 دينارًا، لافتًا إلى أن التفاوت في الأسعار يخضع لعوامل العرض والطلب والأوزان.

تجار: ارتفاع الكلف ونقص الإقبال

في المقابل، عبّر عدد من تجار المواشي عن قلقهم من ضعف الإقبال، مؤكدين أن حركة الشراء ما تزال دون المتوقع مقارنة بالأعوام الماضية. وأوضحوا أن أسعار الأضاحي، سواء المستوردة أو المحلية، شهدت ارتفاعًا ملموسًا هذا الموسم، مشيرين إلى أن بعض الأنواع المحلية تُباع بأسعار تصل إلى 400 دينار للرأس الواحد، وفقًا للوزن والسلالة.

ولفت التجار إلى أن هذا التذبذب في الأسعار قد يؤثر سلبًا على حجم المبيعات خلال الأيام القادمة، ما لم تُتخذ إجراءات تساهم في تخفيف العبء عن المواطنين.

مواطنون: الأسعار تفوق القدرة الشرائية

من جهتهم، اشتكى مواطنون التقتهم "الأنباط” من ارتفاع أسعار الأضاحي، معتبرين أن الأسعار المطروحة لا تتناسب مع أوضاعهم الاقتصادية. وقال سامي الحسن، رب أسرة من الزرقاء: "سعر الأضحية أصبح قريبًا من نصف راتبي الشهري، وهذا أمر لا يمكن تحمّله في ظل التزامات العيد والمدارس القادمة”.

وأضافت منى الخطيب، وهي موظفة قطاع خاص، أن أسعار الأضاحي لم تعد في متناول شريحة واسعة من المواطنين، متسائلة: "إذا كانت هناك وفرة، فلماذا لا تنخفض الأسعار؟” وطالب مواطنون الجهات الرسمية بتكثيف الرقابة على التجار وضبط الأسعار لتكون الأضاحي متاحة لذوي الدخل المحدود.

 

حماية المستهلك: احذروا الذبح العشوائي وتمييز الأضاحي

من جانبها، دعت الجمعية الوطنية لحماية المستهلك المواطنين إلى الالتزام بالأماكن المخصصة للذبح، محذرة من الذبح العشوائي وما يترتب عليه من مخاطر صحية وبيئية. وشددت الجمعية في حديثها لـ”الأنباط” على أهمية معرفة مصدر الأضحية ونوعها للتمييز بين المحلي والمستورد.

وأكدت الجمعية أن من حق المستهلك الحصول على معلومات دقيقة حول الأضحية، ليتخذ قرارًا يتناسب مع قدرته الشرائية، مطالبة في الوقت ذاته الجهات الرقابية بتكثيف حضورها في الأسواق للحد من أي تجاوزات.

إرشادات لاختيار الأضحية السليمة

وفي إطار التوعية، قدمت الجمعية قائمة من الإرشادات الصحية والدينية لاختيار الأضحية، أبرزها: أن يكون الحيوان نشيطًا، ممتلئ الجسم، وعيناه لامعتان، مع خلو الأنف من الإفرازات، ووجود صوف ناعم غير متساقط، وأرجل سليمة.

دعوة للتبرع والاعتدال في النفقات

ودعا رئيس الجمعية الدكتور محمد عبيدات المواطنين إلى التريث قبل الشراء، والتأكد من مطابقة الأضحية للشروط الشرعية والصحية. كما ناشد القادرين على الذبح التفكير في التبرع المباشر للمحتاجين، من خلال الجهات الرسمية المرخصة، مشيرًا إلى أن هذا يسهم في تعزيز التكافل الاجتماعي ويقلل من الهدر والفوضى خلال موسم العيد.