نبض البلد - قال المؤتمر الشعبي الفلسطيني 14 مليون، مرّ 600 يوم من العدوان الإجرامي الدموي على شعبنا الصامد في قطاع غزة، عداون مستمر منذ 16 عاماً من الحصار والتجويع، و600 يوم من اللهيب والنار، والقنابل من البر والبحر والسماء والطائرات الأحدث في العالم والطيران المسير، تُلقي جميعاً بحممها على الخيام والمشافي والمدارس ودور الإيواء والمساجد والكنائس لتشوي وتذيب لحوم الأطفال والنساء والشيوخ والرجال، في محرقة لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً.
وأضاف في بيان له: مرّ 600 يوم من عدوان جيش الإحتلال على شعبنا، كانت حصيلتها: 63,000 شهيد ومفقود، وأكثر من 123,000 جريح لا يجدون أبسط أنواع العلاج، و2.4 مليون مهجّر بلا مأوى، بلا طعام ولا ماء، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، يتلقّون برد الشتاء وتلفحهم أشعة الشمس، في خيام اهترأت بفعل تقلبات الطقس، ولا يزال المدنيون والبنية التحتية أهدافاً لآلة الحرب الصهيونية، فدُمّر وعُطّل 90% من المشافي والمدارس، وأكثر من 500 مسجد وثلاث كنائس، وآلاف الكيلومترات من كل من شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، إضافة إلى تدمير حوالي نصف مليون وحدة سكنية. هذا كله جعل من غزة ليس فقط منكوبة، بل منطقة إبادة جماعية، كما صنّفتها المؤسسات الدولية، ومنطقة مجاعة وفق المعايير الأممية.
وأكد البيان أن عظام أبناء وبنات غزة، المطحونة بالقنابل الأمريكية أسقطت القيم الزائفة التي رفعتها هذه الدول لعقود حول حقوق الإنسان والحريات والعدالة والديمقراطية. وسقطت بذلك كل قيم الحضارة الغربية، في الوقت الذي جرفت فيه شلالات الدم الغزي الطاهر، وأشلاء أطفال غزة الأبرياء، الرواية الصهيونية الزائفة القائمة على أساطير كاذبة حرّفت وقائع التاريخ، لتتقدّم عليها وتحلّ محلّها رواية أصيلة: أن هذه الأرض لأصحابها الأصليين، طال الزمان أم قصر، وهذا المشروع الاستعماري إلى زوال، والأرض ستعود عربية لأهلها، واللاجئون راجعون إلى بيوتهم الأصلية التي طُردوا منها قسراً.
فيما يلي نص البيان:
600 يوم من العدوان الإجرامي الدموي على شعبنا الصامد في قطاع غزة، عداون مستمر منذ 16 عاماً من الحصار والتجويع.
600 يوم من اللهيب والنار، والقنابل من البر والبحر والسماء والطائرات الأحدث في العالم، والطيران المسير، تُلقي جميعاً بحممها على الخيام والمشافي والمدارس ودور الإيواء والمساجد والكنائس لتشوي وتذيب لحوم الأطفال والنساء والشيوخ والرجال، في محرقة لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً.
600 يوم من عدوان الإحتلال على شعبنا، كانت حصيلتها: 63,000 شهيد ومفقود، وأكثر من 123,000 جريح لا يجدون أبسط أنواع العلاج، و2.4 مليون إنسان مهجّر بلا مأوى، بلا طعام ولا ماء، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، يتلقّون برد الشتاء وتلفحهم أشعة الشمس، في خيام اهترأت بفعل تقلبات الطقس.
ولا يزال المدنيون الفلسطينيون والبنية التحتية أهدافاً لآلة الحرب الصهيونية، فدُمّر وعُطّل 90% من المشافي والمدارس، و 500 مسجد وثلاث كنائس، وآلاف الكيلومترات من كل من شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، إضافة إلى تدمير حوالي نصف مليون وحدة سكنية. هذا كله جعل من غزة ليس فقط منطقة منكوبة، بل منطقة إبادة جماعية، كما صنّفتها المؤسسات الدولية، ومنطقة مجاعة وفق المعايير الأممية.
وليس بعيداً عن هذا الإجرام استعار الاستيطان في الضفة وتدنيس المقدسات واستباحة مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية التي يجري تدميرها وتهجيرها، حوالي خمسين الفاً حتى اليوم هجروا من المخيمات، والتعدي العلني والسافر على وكالة الغوث في محاولة لتصفيتها كشاهد على جريمة العصر بتشريد شعبنا عن ارضه ودياره .
ان هذا الإجرام الصهيوني، يقابله هذا الصمود، هزّا النظام العالمي وكشفا زيفه. وعرّى صمود شعبنا بالدماء الزكية، حجم التواطؤ والتآمر والخذلان، الذي غطّى به النظام الرسمي العربي والإسلامي جرائم الإحتلال، بل وأسهم فيه. إذ عجز، بل ساهم، مليارا مسلم منهم 500 مليون عربي، في هذه الجريمة، حين لم تدخل قارورة ماء واحدة إلى شعبنا في غزة. وحين لم تغلق أنظمة التطبيع سفارة واحدة، ولم يُطرد سفير من أية دولة عربية أو إسلامية. واكتفت القمم العربية والإسلامية ببيانات تعوّل على الولايات المتحدة لوقف العدوان، بينما منعت شعوبها من إسناد الشعب الفلسطيني في مواجهة جرائم الإبادة الجماعية والتجويع، واكتفت ببيانات الشجب والاستنكار.
ان شعبنا في غزة، بأشلاء أطفاله وباللحم المحروق أمام كاميرات العالم، لم يفضح فقط الأنظمة العربية والإسلامية، بل أيقظ شعوب العالم، وطلبة الجامعات في كل مكان، الذين اندفعوا وما زالوا إلى الشوارع لإدانة تواطؤ وشراكة حكوماتهم في العدوان، وأجبروا كثيراً منها على التراجع عن مواقفها الداعمة لجريمة الإبادة الجماعية.
ان عظام أبناء وبنات غزة، المطحونة بالقنابل الأمريكية وطائرات الـF-35 وF-16 وF-22، أسقطت القيم الزائفة التي رفعتها هذه الدول لعقود حول حقوق الإنسان والحريات والعدالة والديمقراطية. وسقطت بذلك كل قيم الحضارة الغربية، في الوقت الذي جرفت فيه شلالات الدم الغزي الطاهر، وأشلاء أطفال غزة الأبرياء، الرواية الصهيونية الزائفة القائمة على أساطير كاذبة حرّفت وقائع التاريخ، لتتقدّم عليها وتحلّ محلّها رواية أصيلة: أن هذه الأرض لأصحابها الأصليين، طال الزمان أم قصر، وأن هذا المشروع الاستعماري إلى زوال، والأرض ستعود عربية لأهلها، واللاجئون راجعون إلى بيوتهم الأصلية التي طُردوا منها قسراً.
كل هذه التضحيات، وكل هذا الإجرام غير المسبوق، وصمود غزة الأسطوري، كشف وعرّى قبل كل شيء القيادة الفلسطينية التي فشلت في توحيد الشعب، وفي اعتماد نهج المواجهة والمقاومة للدفاع عن حقوقه. وكرّست الفساد والدكتاتورية، مفتقدة لأي شرعية، ومفرّطة بمنظمة التحرير الفلسطينية، التي قدّمها شعبنا ممثلاً شرعياً ووحيداً له عبر تضحياته. لكن هذا التمثيل وتلك الشرعية تتآكل وتتراجع في ظل اغتصاب هذه القيادة للمنظمة، مما يفرض إعادة بنائها بالعودة للشعب، لإنتخاب هيئاتها، وفي مقدمتها المجلس الوطني الفلسطيني، لتستعيد شرعيتها وتمثيلها بجدارة واستحقاق.
وستظلّ لعنة شهداء شعبنا، وإبادة العائلات من السجل المدني، تلاحق المجرمين الصهاينة، وشركاءهم الأمريكيين، والمتواطئين، والصامتين، والمتفرجين.
ولعنة أطفال الدكتورة آلاء النجار التسعة، الذين قضوا حرقاً في سابقة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، شأنهم شأن آلاف الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء، ستبقى شاهداً وشعلةً تنير طريق الشعب نحو تحرير أرضه، وعودة لاجئيه إلى ديارهم، وتقرير مصيره على ترابه الوطني.