تغريدة الحياري تشعل أسئلة التغيير
مناورة معونات غزة الفاشلة وحرب المخدرات على الجبهة الغربية تشعل التوقعات
قصي ادهم
لا يحتاج الأردنيون, إلى أكثر من إشارة, كي يباشروا تحليلاتهم وتوقعاتهم, عن تغييرات كبرى قادمة, فكيف إذا جاءت هذه الإشارة, من صحفي عتيق, معروف بقربه من دوائر صنع القرار, ويمتلك مصادر إخبارية هائلة, بحكم تاريخه المهني ورئاسته لأكبر وكالة أنباء إلكترونية في الأردن, وأقصد موقع عمون الإخباري, فبمهارة فائضة ومتوفرة لدى الزميل سمير الحياري, الذي يلقبه الزملاء "الباشا", نجح عبر تغريدة في إثارة حوار, يتحدث فيه الأردنيون همسًا, عن طبخة كبرى قادمة, كما قال الباشا في تغريدة على موقع اكس, ناشرًا معها صورة للملك, تاركًا للمخيال السياسي رسم سقوف الطبخة وحدودها.
الحياري لم يحدد في التغريدة, إذا ما كانت الطبخة, محلية أم على مستوى الإقليم, وأظنه ترك النهايات مفتوحة, كما في أفلام السينما, فالواقع الأردني, يعيش مرحلة دقيقة, داخليًا وإقليميًا, ومن هنا جاء التفاعل السريع ورسم الحدود من جمهور المتابعين, الذي كان أولهم عضو في مجلس الأعيان يمتلك علاقة طيبة مع القصر ودوائر صنع القرار, مطالبًا الحياري بكشف المزيد من معلوماته, فيما ذهب آخرون من مسؤولين سابقين, إلى ترسيم حدود الطبخة, بأنها ستكون أقرب إلى تسونامي سياسي, كما حدث في العام 2008, مع مقدم حكومة نادر الذهبي, حيث طالت التغييرات كل المؤسسات السيادية والسياسية, ويستند سياسيون إلى الذهاب لهذا السياق, بحكم انقضاء العُمر الافتراضي, لكثير من أصحاب المواقع السياسية والسيادية.
الأردنيون المفتونون بالكلمات المتقاطعة, وتفكيك الشيفرة السياسية, ينتظرون ظهور رائحة الشواء للطبخة السياسية, على المستوى الداخلي, على شكل تغييرات كبرى, وبالمقابل ثمة من يقرأ الطبخة إقليميًا, من جانبين, الأول أنها تأتي استحقاق, لمرحلة ما بعد غزة التي يبدو أن مغامرتها الأولى, في توفير بدائل لحركة حماس وللسلطة معًا, قد فشلت, من خلال ما شاهدناه على الفضائيات من شكل توزيع المعونات, وتحليل بواطن الصورة, علمًا بأن رجال أعمال غزيين من عائلات غزية وليست لاجئة, قد وافقت على إسناد الشركة الأمريكية المجهولة التاريخ, والتي رسى عليها عطاء توزيع المساعدات.
ومن الجانب الآخر أنها تأتي استجابة لتحرشات صهيونية بالأردن, من خلال تفعيل حرب المخدرات, على الحدود الأردنية الغربية, بتواطؤ واضح من قوات الاحتلال العسكرية, حد ربط دور هذه القوات, بدور سابق لعبته الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد, على حدود الأردن مع سورية, ونشاط عصابات المخدرات المدعومة من الفرقة الرابعة, فالتغييرات قادمة, حسب ردود الأفعال الأردنية على مجرد تغريدة, من صحفي لم يعرف عنه المزاح أو التضليل الإعلامي أو الغرائزية الشعبوية, بل هو كما يصفه سياسي , يدخل المزاح بالجد لتمرير معلوماته الدقيقة, خشية المساءلة القانونية أو السياسية.
إذن التغريدة والتفاعل معها, خرجت من دائرة البعد الشخصي, إلى ملامسة عصب حساس عن الأردنيين, مفاده أن المرحلة تحمل جديدًا, بصرف النظر عن الموقف الوطني من هذا الجديد, ويرون بضرورة الاستجابة له, من خلال فريق جديد, قادر على التصدي والمواجهة, وبناء القدرات الذاتية الوطنية, ضمن الحسابات الأردنية, وليس ضمن أية حسابات أخرى, فإذا كان القادم جديد على مستوى الإقليم, فإن الضرورة الوطنية تستدعي الاستعداد بقوة وسرعة له.
تغريدة الحياري, التي تأتي في لحظة يعلو فيها الحديث عن تعديل حكومي على حكومة الدكتور جعفر حسان, فتحت الباب لتوسيع بيكار التعديل الحكومي, ليصبح تسونامي سياسي يطال مراكز كبيرة ومتعددة, فهل تصدق تغريدة الحياري, أظن فيها شيء من صدقية, ولكن ضرورات وحسابات الحياري, فرضت عليه أن ينتجها بهذا الغموض.