نبض البلد -
ولاء فخري العطابي
في كل عام، ومع إشراقة الخامس والعشرين من أيار تنبض قلوب الأردنيين فخرًا وفرحًا وهم يُحيون ذكرى الاستقلال، هذه الذكرى التي تُجسّد مسيرة وطن حُفرت حروفها على صفحات المجد، وسُقيت بِعَرق الأحرار وتضحيات الأجداد، حتى ارتفع علم الأردن عاليًّا، يُرفرف بالعزِّة والكرامة ويروي للعالم أجمع قصة شعبٍ لا يعرف المُستحيل.
وفي هذا العام، نحتفل بالذكرى التاسعة والسبعين للاستقلال تحت راية الهاشميين الأوفياء، وفي عهد صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم الذي قاد الأردن بثبات وحكمة نحو الازدهار، فكان القائد الذي زرع الأمن في أرضه وحصد التقدير في جميع أنحاء العالم، في عهده تحققت إنجازات عظيمة في مختلف المجالات وكان منها ما شهدناه من نهضة تعليمية وعلمية، وبنى تحتية متطورة، وإصلاحات اقتصادية، بالإضافة إلى المكانة الدبلوماسية المرموقة التي جعلت من الأردن صوتًا مسموعًا في القضايا الإنسانية والسياسية على مستوى العالم.
وبقي الشعب الأردني وعلى مر السنين السند الحقيقي للوطن، شعبٌ يرسم عزه بثوبٍ مطرز بأنامل أبنائه وبناته، لا يعرف إلا الكبرياء في وجه التحديات، والإصرار في بناء المستقبل، هو شعبٌ نحت الصخر، وصَبِرَ على الشدائد، ليبقى الأردن شامخًا رغم كل الظروف.
ولا يمكن الحديث عن الاستقلال دون أن نوجه التحية لمن حملوا السلاح دفاعًا عن الوطن، رجال الجيش العربي الباسل حُماة الديار وسياجها المنيع. رجالٌ كرّسوا حياتهم لتراب الأردن، يحملون في قلوبهم الولاء ويزفون أرواحهم حبًا ووفاءً لكل ذَرَةِ تُراب ولكل نسمة هواء على أرضه.
وفي هذه المناسبة الوطنية العزيزة على قلوبنا جميعًا، تتجدد فينا مشاعر الانتماء لهذا الوطن الغالي ويترسخ في القلب ذلك الإيمان العميق بأن الأردن ليس مجرد وطن، بل هو الراية التي نحملها في قلوبنا ومن أعماق أرواحٍ سكنت فيها معاني العزة، وتغلغلت فيها معاني الولاء حتى صار طبعًا لا يُمحى، وانتماءً لا يزول. ولأن الولاء ليس كلمة بل فعلٌ وشعور نختمها بوعدٍ أبديّ: أن نظل على العهد ما حيينا، نُحبُ الأردن، ونحميه ونفديه ونمضي خلف رايته الهاشميّة المعطاءه.
كل عام ووطني بخير، كل عام والأردن أغلى وأجمل وأقوى.