حازم قشوع

وقف الحرب بضمانات ترامب ؛

نبض البلد -
لن يسمح الرئيس ترامب بعودة الحرب من جديد لقطاع غزة بعد الاتفاق الذي سيوقعه خليل الحية رئيس المكتب السياسي لحماس وبيتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي للمنطقة، وستعمل أمريكا فى ذات السياق على تجسير الهوة بين فتح وحماس عبر تشكيل حكومة وحدة فلسطينية عبر هذه الخطوط التفاوضية التي يتم صياغتها لهذه الغاية كما ستكون حماس بعد نزع سلاحها اقرب للمحور المصرى القطرى، وهذا ما يؤهلها لتكون بحلة أكثر قبولا فى رحم التيار العربي كما ينتظر أن يتم عبر هذه الهدنة التي تستمر لشهرين ادخال المساعدات الاغاثية و تبادل الأسرى والمعتقلين بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، كما ستقوم أمريكا بقيادة مسألة إعمار قطاع غزة عبر " جيمس بيرسي " الذي اعتمده الرئيس ترامب ليكون فى قطاع غزة لهذه الغاية الى جانب المنظومة العربية والدولية، وهي النقاط الخمسة الرئيسية التي ستشكل أرضية لحل عقدة حرب غزة كما هى ذات الأرضية التى ستعطى جملة البيان القادمة لما ستكون عليه حال المنطقة بعد الزيارة المهمة التي قام بها الملك عبدالله لأمريكا على مرحلتين سياسية واخرى استراتيجية وما تلاها من زيارة الرئيس الأمريكي الى دول الخليج الثلاثة.
 
وفي حال استقر الأمر على هذه الأرضية السياسية فإن المنطقة ستدخل مرحلة جديدة بالعنوان والمضمون، حيث سيتم عبرها بناء توافقات جديدة من المفترض أن تكون منسجمة مع استراتيجية العمل السياسى للرئيس ترامب التى يريدها لنيل جائزة نوبل للسلام باعتباره رجل السلام العالمي بما تحمله استراتيجيتها من برنامج عمل سيقوم بتعزيز مناخات الاستقرار والامان في المنطقة عبر بناء مناخات تطبيعية بين مجتمعات المنطقة وشعوبها في الفضاءات العربية الإسرائيلية والمناخات الايرانية الامريكية التى يجرى التفاوض بشأنها في مسقط العمانية، الأمر الذى سيدخل المنطقة لمنزله اخرى سيجعلها تلتقط أنفاسها بعد 15 سنه عجاف ألمت بها وجعلتها اسيرة للمناخات الإقليمية الجارفة لما حملته رياحها من موجات تجوية وتعرية أمنية وسياسية.
 
بهذا البيان المهم استراتيجيا تكون مهمة التجريف فى المنطقة أوشكت على الانتهاء، وستبدأ بعدها مرحلة اخرى تقوم على بناء حواضن جديدة بل وربما أنظمة جديدة بالعنوان والمضمون
تكون منسجمة مع الأدوار الوظيفية القادمة التى تنتظر أن تبدأ بعد الشروع من انتهاء ملفات حرب غزة وحرب اوكرانيا التى وصلت هى الاخرى الى محطة متقدمة فى ظل درجة التقارب التى وصلت إليها مفاوضات اسطنبول الفصلية التي يشارك فيها الرئيس أردوغان والرئيس بوتين والرئيس ترامب بطريقة مباشرة، وهذا ما جعل من الرئيس ترامب يخطو خطوة اخرى تجاه تحقيق رسالته التى يقوم عنوانها على تغيير صورة أمريكا من بلد عدوانية إلى بلد السلم والسلام العالمي للأسرة الدولية.
 
وهو البرنامج الذى من المفترض أن ينتهى قبل أيلول القادم، اي قبل اجتماع الجمعية العمومية فى نيويورك حيث سيشكل خطاب الرئيس الأمريكي جملة فاصلة وتاريخية للأمم المتحدة، وهو الخطاب الذي سيكون الأول للرئيس الأمريكي بعد توليه فترة رئاسته الثانية، ولهذه الأسباب الموجبة نستطيع القول بأن حرب غزة قيد التوقف لمقتضيات تحملها مصلحة امريكا العليا، الأمر الذي جعل من الاتفاق يكون بضمانة شخصية من الرئيس ترامب !...