عثمان الحسنات: نسخة الدوري طويلة ومزعجة.. والحسين نجح باستراتيجية متكاملة

نبض البلد -
عثمان الحسنات: من ينكر التلاعب إما مستفيد أو جاهل
الأنباط – ميناس بني ياسين
أكد الكابتن عثمان الحسنات خلال لقاء له مع "الأنباط" أن النسخة الأخيرة من الدوري الأردني للمحترفين كانت "طويلة ومزعجة ومتعبة"، نتيجة التقلبات الكثيرة التي رافقتها، خصوصًا فيما يتعلق بتوقفات المسابقة وتغيير الأجندة بسبب التزامات المنتخب الوطني، ما تسبب بإرباك كبير للمدربين واللاعبين، ورفع التكلفة المالية على الأندية، التي – حسب تعبيره – "ضحّت جميعها من أجل المنتخب الوطني".
وأوضح الحسنات أن فترة التحضير قبل انطلاقة الموسم كانت قصيرة، ما دفع أغلب الأندية للاعتماد على تشكيلاتها ومشاكلها المتراكمة من الموسم السابق دون القدرة على تصحيحها، باستثناء ناديي الحسين إربد والوحدات، اللذين دخلا الموسم بجاهزية واضحة.
وأضاف: "الحسين حافظ على نهجه الاستراتيجي منذ الموسم الماضي، من حيث نوعية اللاعبين والجهاز الفني، وهو ما أثمر عن تتويجه باللقب رغم التراجع في الجولات الأخيرة لأسباب أبرزها تغيير المدرب موتا"، مشيرًا إلى أن للوحدات يُحسب عدم استسلامه واستمراره في الصراع حتى الجولة الأخيرة.
وشدد الحسنات على أن فوز الوحدات على الحسين في المباراة الحاسمة كان نقطة مضيئة في موسمه، خاصة أمام جماهير غفيرة، إلى جانب إبراز لاعبين مؤثرين كأنس العوضات، مهند أبو طه، إبراهيم صبرة، ومهند سمرين، واصفًا إياهم بأنهم "من الأسماء اللامعة على مستوى الأردن، وأسهموا بإضافة فنية كبيرة للدوري".
وأشار إلى أن "استراتيجية الحسين والتخطيط المسبق هو ما حسم اللقب، ومن يريد دوريًا احترافيًا عليه أن يقتدي بنهج هذا النادي"، مضيفًا أن المشاركة الآسيوية للحسين لم تكن مثالية في بدايتها، لكن المدرب موتا استطاع تعديل طريقة اللعب وإظهار الفريق بصورة محترمة، وحقق انتصارًا لافتًا على الفريق الأوزبكي.
وفيما يتعلق بالوحدات، أشاد الحسنات بأدائه القاري قائلًا: "الوحدات حقق أداءً مشرفًا رغم تواضع الإمكانيات مقارنة بباقي الفرق، ونجح بتحقيق عوائد مالية بلغت 600 ألف دينار، وكان ذلك بقيادة المدرب رأفت علي الذي أظهر قدرة فنية وتكتيكية عالية، وتَحمّل مع لاعبيه ضغطًا كبيرًا وقدموا مستويات مميزة".
ورفض الحسنات الحديث الرائج حول أن المدرب أحمد هايل حصد ما زرعه موتا، مؤكدًا أن من زرع أساسًا هو إدارة نادي الحسين من خلال التعاقدات، والتخطيط، والإدارة المالية المدروسة، لافتًا إلى أن المدرب جزء من منظومة متكاملة.
وبخصوص انتصار الوحدات على أهلي دبي، وصفه الحسنات بالإنجاز قائلًا: "فريق يدفع 10 ملايين شهريًا ارهقه نادٍ أردني، وهذا إنجاز للوحدات ولكرة القدم الأردنية"، مؤكدًا أن الوحدات تخطى فرقًا قوية مثل الشارقة الإماراتي وسباهان الإيراني رغم الفارق الكبير في الموارد.
وأضاف أن المدرب رأفت علي قدّم فريقًا منظمًا ومنضبطًا تكتيكيًا، وتفاعل اللاعبون مع أفكاره بوضوح، إذ أجاد التبديلات وتغيير الأساليب، سواء اللعب بضغط أو المرتدات، مؤكدًا أن الفريق تطور بشكل ملحوظ معه.
في المقابل، رأى الحسنات أن المدرب قيس اليعقوبي أضاع فرصة ذهبية في ختام الدوري، قائلاً: "تابعت مباراتي الجزيرة والرمثا، ووجدت أن هناك مشكلات واضحة في التبديلات والتعامل مع المواقف، وغياب فكرة فنية واضحة بعد الفوز".
وتطرق الحسنات إلى نادي الرمثا قائلًا: "الرمثا ليس مطالبًا بلقب، لكنه قدم نهاية موسم مشرفة جدًا أمام الكبار"، مؤكدًا أن طبيعة المدينة وثقافتها الاجتماعية تجعلها منبعًا دائمًا للمواهب، إذ توجد أعداد كبيرة من الأطفال في الأكاديميات، ولا غرابة أن ينتج الرمثا جيلاً جديدًا كل موسم.
وفي ختام حديثه، عرج الحسنات على قضية التلاعب بنتائج المباريات قائلاً: "لن أخوض بالتفاصيل ولا الأسماء، لكن كل من ينكر وجود هذه الظاهرة فهو إما مستفيد أو غير مطلع"، مشيرًا إلى أن لديه أدلة ووقائع كثيرة، وأن بعض الحكام والمدربين واللاعبين ارتبطوا فعليًا بشبهات تلاعب، داعيًا إلى تشكيل لجنة تحقيق حقيقية "أمام كل الأردن" وموضحًا: "أنا جاهز لتقديم كل التفاصيل، شرط أن تكون اللجنة نزيهة وتفهم في التحكيم والإحصائيات".
واختتم قائلاً: "ما يجري ليس جديدًا، موجود في كل دوريات العالم، لكن الصمت عنه محليًا غير مبرر، وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم تجاه نزاهة اللعبة".
وفي الوقت الذي طالب فيه الحسنات بإنصاف الأندية والاعتراف بتضحياتها، شدد على أهمية الوقوف خلف المنتخب الوطني في هذه المرحلة الحساسة، قائلاً: "النشامى أمامهم استحقاق كبير في التصفيات المشتركة، ولا بد من الالتفاف حولهم كمؤسسات إعلامية وجماهير، وعدم الضغط عليهم بالانتقادات أو إشغالهم بقضايا جانبية قد تربك التحضيرات".
وأضاف: "المواجهة أمام عُمان ثم العراق تتطلب تركيزًا كاملًا من الجهاز الفني واللاعبين، ونأمل أن تكون الجماهير والإعلام شركاء حقيقيين في تحقيق التأهل".