
د. أيوب أبودية
مجموعة من الأشعار اصطفيتها في خصلة الخيانة والغدر:
الإمام علي بن أبي طالب
وَلا خَيرَ في وِدِّ اِمرِئٍ مُتَلَّونٍ إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميلُ جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ عَن أَخذِ مالِهِ وَعِندَ اِحتِمالِ الفَقرِ عَنكَ بَخيلُ
البيتان يُعبّران عن نقد للأشخاص المتقلبين في ولائهم وأخلاقهم. الشاعر يقول إنه لا خير في شخص يتغير مع تغير الظروف، فإذا مالَت الرياح مال معها. هذا الشخص يكون كريمًا عندما لا تحتاج إلى ماله، ولكنه عندما تكون في حاجة ماسة، يظهر بخله. يشير الشاعر إلى أن الولاء الحقيقي يظهر في الأوقات الصعبة وليس عندما تكون الأمور سهلة.
بشّاربن بُرد
يَخونُكَ ذو القُربى مِراراً وَرُبَّما وَفى لَكَ عِندَ الجَهلِ مَن لا تُقارِبُهأبو العلاء المعرّي
الغَدرُ فينا طِباعٌ لا تَرى أَحَداً وَفاءُهُ لَكَ خَيرٌ مِن تَوافيهِ أَينَ الَّذي هُوَ صافٍ لا يُقالُ لَهُ لَو أَنَّهُ كانَ أَو لَولا كَذا فيهِ وَتِلكَ أَوصافُ مَن لَيسَت جِبِلَّتُهُ جِبِلَّةَ الإِنسِ بَل كُلٌّ يُنافيهِ يُعبّرالشعر عن فكرة أن الغدر أصبح جزءًا من الطبع البشري، وأن الوفاء أصبح نادرًا. يشير الشاعر إلى أن الوفاء بات أفضل من الخيانة، وأن هناك أفرادًا لا يستطيعون أن يكونوا صادقين في نواياهم، بل أن تصرفاتهم تكون مليئة بالشبهات وعدم الوضوح.عنترة بن شدّاد
دَهَتني صُروفُ الدَهرِ وَاِنتَشَبَ الغَدرُ وَمَن ذا الَّذي في الناسِ يَصفو لَهُ الدَهرُ وَكَم طَرَقَتني نَكبَةٌ بَعدَ نَكبَةٍ فَفَرَّجتُها عَنّي وَما مَسَّني ضُرُّ البيتان يُعبّران عن معاناة الشاعر من تقلبات الزمن وصروفه، حيث يواجه الخيانة والمصاعب المتلاحقة، لكن رغم ذلك يتمكن من التغلب عليها. الشاعر يُعبّر عن الصبر والتحدي، موضحًا أن الحياة مليئة بالشدائد، لكن الصبر والتمسك بالأمل يمكن أن يخففا من وطأتها.ابن الأبار البلنسي
رُوَيْدَ الليالِي كَم تُصِرُّ عَلَى الغَدْر
أتَجْهلُ إتْلافَ النّفائِس أمْ تَدرِي
تَدبُّ بِفَجْعِ الخِلِّ بالخِلِّ دَائِباً وتَسرِي
لشتِّ الشَملِ في السِرِّ والجَهرِ
البيتان يصوران الليالي وكأنها تسعى بالغدر والتفريق بين الأحبة، متسائلة إن كانت تفعل ذلك عن جهل أو قصد. الشاعر يُعبّر عن حزن عميق من خيانة الزمن وتفريقه للأصدقاء والأحبة، سواء كان ذلك علنًا أو سرًا، مع استمرار هذا الألم على مر الأيام.