سفارة جمهورية أذربيجان لدى المملكة الأردنية الهاشمية تحي الذكرى 102 لميلاد الرئيس السابق حيدر علييف "الزعيم القومي لجمهورية أذربيجان"

نبض البلد -

ولد حيدر علي رضا أوغلو علييف في 10 مايو  سنة 1923 في مدينة نخجيوان العريقة ، وتخرج  من كلية التاريخ بجامعة أذربيجان الحكومية كما حصل على شهادة التخصص في مجال جهاز أمن الدولة الأذربيجانية ، في ديسمبر عام 1982 ، انتخب عضوا للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي ونائب أول لرئيس مجلس الوزراء في الاتحاد السوفياتي السابق ، في 15يونيو 1993 انتخب رئيسا للبرلمان ومارس صلاحيات رئيس الجمهورية ، وفي أكتوبر من نفس العام تم انتخابه رئيسا للجمهورية من خلال الاستفتاء الشعبي العام  ، وفي 11 اكتوبر عام 1998  تم اعادة انتخابة لفترة رئاسية جديدة.

لقد عرف الرئيس حيدر علييف في جميع مراحل حياته بطلا  قوميا وقائدا جماهيريا صادقا مع شعبه مخلصا لقضايا وطنه وأمته وذو شخصية سياسية فذة فريدة ، كما ويتمتع بشعبية عارمه  بين جميع ابناء الشعب الأذربيجاني  ، وكرس جل حياته لخدمة بلده والنضال لنيل الاستقلال وبناء دولته الحديثة ،ودخلت أذربيجان في عهده مرحلة جديدة من تاريخها المعاصر وأصبحت الدولة الفاعلة في المجتمع الدولي في منطقة القوقاز والمطلة على بحر قزوين ،

بفضل حنكته السياسية استطاع حيدر علييف من تحقيق الكثير من المنجزات الهامة لبلاده على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، ومن ابرزها وضع أذربيجان للفترة الأولى على خريطة العالم الاقتصادية. وبناء المجمعات الصناعية العملاقة التي لا يوجد لها مثيل في دولة الاتحاد السوفياتي السابق . كما تم إفتتاح العديد من المراكز الثقافية والاجتماعية وانشاء المدن والقرى ، وحظيت فئة الشباب في عهده بجل اهتمامه من خلال تأمين الدراسة لهم في المعاهد والجامعات المتقدمة في الاتحاد السوفياتي السابق مما أوجد علماء واساتذة نابغين ساهمو في نهضة بلادهم.

كما وله الدور البارز في تشكيل الوعي والحس الوطني القومي للشعب الأذربيجاني وحفظ وصيانة وحدة وسيادة أذربيجان ، خاصة خلال فترة حدوث كارثة العشرين من يناير 1990 التي تمثلت بدخول الجيش السوفياتي إلى باكو وسقوط الاف القتلى وما تلاها من عدوان جمهورية أرمينيا واحتلال اقليم ناغورني قاراباغ و20% من أراضي أذربيجان ، ومآساة اللاجئين والمشردين وما تلاها من أزمات سياسية واقتصادية ،

إلا أن الشعب الأذربيجاني حافظ على هويته وتضامن حول قيادة زعيمه الذي قام بالتعريف في هوية وتاريخ بلاده ، وإبعاد شبح الحرب الأهلية عن شعبه ، وتوحيد البلاد ، كما وقد بذل جهودا جبارة للفت أنظار المجتمع الدولي إلى قضية اقليم ناغورنـــي قارباغ العادلة وحل النزاع بالطرق السلمية المبنية على اعتماد اسلوب الحوار من خلال المحافل الدولية المختلفة ،

لقد إتخذ خطوات هامة على صعيد سياسته الخارجية وبنى قاعدة اجتماعية سياسية وعلمية وثقافية لعلاقات شاملة بين أذربيجان والعالم العربي والإسلامي ، كما أولى أهمية بالغه لدول الشرق الأوسط وفي مقدمتها المملكة الأردنية الهاشمية وكان ذلك من حوالي 30 سنة حين جمعه أول لقاء بجلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال في مدينة الدار البيضاء المغربية أثناء انعقاد مؤتمر القمة الاسلامي، ان العلاقات الأردنية -الاذربيجانية اليوم أصبحت أنموذجًا يُحتذى به بفضل الجهود المُخلصة من جلالة الملك عبد الله الثاني وأخيه فخامة الرئيس إلهام علييف ، وقد توالت مسارات هذا التعاون الثنائي بشكل ملحوظ وبتسارع مشهود خاصة في هذين العامين .

كما ويسرنا اليوم ونحن نستذكر ذكرى ميلاد هذا القائد الوطني ونحي هذه المناسبة الغالية على قلوبنا أن نتوجة للحكومة الأردنية ولأمانة عمان الكبرى بعميق الشكر والتقدير على تفضلهم بتسمية شارع في مدينة عمان في منطقة بدر الجديدة باسم الرئيس حيدر علييف مما يتوج عمق العلاقات الأخوية والصداقة القائمة بين البلدين والتي نعتز بها ونفتخر ونسعى لتطويرها.

واخيرا وليس اخرا ، وإنه استمرارا لسياسة حيدر علييف وتماشيا مع رغبات الشعب الاذربيجاني فقد تم انتخاب  فخامة الرئيس الهام علييف خلفا لوالده ، امتدادا لمسيرة البناء والعطاء التي بدأها الرئيس الراحل ، وقد بدا ذلك جليا في السياسة الحكيمة التي انتهجها فخامة الرئيس الهام علييف طيلة فترة رئاسته والتي تكللت بانجازات زاهرة حيث تم تحقيق النصر لبلاده في حرب التحرير واستعادة الاراضي المحتلة في منطقة كارباخ ، كما أن الجهود الجبارة ماضية اليوم ومستمرة لاعادة تأهيل المناطق المحررة وضمان عوده آمنه لمواطنيها الى ديارهم الأصلية.

لقد ودع الشعب الأذربيجاني بالحزن والآسى  - الرئيس حيدر علييف- رحمه الله ،في اليوم الثاني عشر من شهر ديسمبر عام 2003 ، و لا يزال يعيش في وجدان وضمير كل مواطن أذربيجاني.

بقلم سعادة السفير

ايلدار سليموف - سفير جمهورية أذربيجان