مجلس النواب والإعلام (تشريعات بالخلفية و"تريندات" في الواجهة)

نبض البلد - خليل النظامي


ما تزال تشهد جلسات مجلس النواب مناكفات ومشاحنات و"طوش" بين رئيس المجلس احمد الصفدي ونواب عدة مثل صالح العرموطي وناصر المناصرة من "حزب جبهة العمل الاسلامي" وغيرهم من النواب، في مشاهد يمكن وصفها بانها أقرب إلى الكوميديا منها إلى العمل النيابي الجاد،،،

المصيبة ان هذه المناكفات تحولت إلى مادة يومية لغالبية وسائل الإعلام ونشطاء التواصل الاجتماعي، وباتت تستحوذ على اهتمام السواد الأعظم من الأردنيين، وبالمقابل يتم اقصاء أي نقاش تشريعي أو رقابي حقيقي وجاد من التغطية الإعلامية،،

الغالبية لا تعرف مثلا، ما طرح في جلسة اليوم او جلسة الأمس من مشاريع قوانين اقتصادية أو تعديلات دستورية، لأن التركيز الإعلامي ينصب على اللحظات المثيرة لا على المضمون الجاد،،،

والخلل بات واضحا في ان معظم الإعلام يبحث عن الدراما أكثر من بحثه عن المعلومة، وهذا ما أدى إلى تشويه صورة النواب، وإضعاف هيبة السلطة التشريعية أمام المواطنين، فضلا عن تلاشي وعي المواطن عن الدور الرقابي والتشريعي للمجلس الذي تحول من منصة تشريع إلى معركة تشريح،،

الأخطر من ذلك، أن بعض النواب بدأوا يتعاطون مع هذا الواقع باعتبار انه "اللعبة"، وباتوا يفتعلون التصعيد لضمان الظهور الإعلامي (الشو)، لإعادة تموضع نفسه أمام القاعدة الانتخابية والحزبية،،،

بالمحصلة اعزائي، إصلاح هذا المشهد يبدأ بالاعتراف المشترك بالمسؤولية،، فالإعلام مسؤول عن رفع سوية التغطية الإعلامية للمجلس، والنواب مطالبون بأداء يليق بمؤسسة تمثل إرادة الأردنيين لا فيديوهات عابرة على فيسبوك،،

ما اود قوله انه ليس من العدل ان تختزل السلطة التشريعية في صخب اللحظة، ولا من المهنية أن تبنى القصص والأخبار الإعلامية على مشاهد الشجار أو الانسحاب،، فنحن بحاجة إلى إعلام يعكس الصورة الكاملة، ومجلس نيابي يقدم أداء مهنيا يصمد أمام الكاميرا لا يعلو عليها بالصوت والشجار وصناعة "التريندات"،،