كيف ينظرون إلينا؟

نبض البلد - دحام مثقال الفواز

أتساءل دومًا: كيف ينظر أصحاب الرواتب العالية إلى المواطنين.. أو أصحاب الدخل المحدود ؟؟
نحن، أو الشعب بشكل عام الذين يقفوا تحت خط الفقر، يحاربون الحياة بأسنانهم كل يوم!!
هل يرون تلك الوجوه؟
هل يشعرون بثقل أكتافهم وهم يحملون على ظهورهم همّ الإيجار والطعام والمدارس والدواء؟؟

هل يلاحظون وجوههم في الشوارع، في الباصات القديمة، وهم يحسبون الدينار والقرش قبل شراء الخبز؟ أم نحن مجرد أرقام في تقارير أعمالهم؟

ربما يرون تلك الفئة كسالى، أو مقصرين، أو أقل حظًا.
وربما لا يرونهم إطلاقًا
ربما يشعرون بالشفقة للحظة قبل أن ينصرفوا إلى مطاعمهم الفاخرة وسياراتهم الفارهة

أو ربما… يخافون أن يعترفوا بوجود هذا المواطن صاحب الدخل الشبه محدود، لأن رؤيتهم لهذا الشعب تذكرهم بأن هذا العالم غير عادل، وأن ثرواتهم ليست دومًا نتيجة تفوق شخصي.

لكن نحن هنا، مهما غضّوا أبصارهم.
نحن من يُبقي عجلة هذا البلد تدور، من ينظّف الشوارع، ويحمل البضائع، ويبني الجدران، ويبني البنايات، ويحمل أثقال الزمن، ويطور التكنولوجيا..
نحن الذين نتعلم الصبر كل يوم، لا لأننا نحبّه، بل لأنه الخيار الوحيد، ولأننا أساس هذا البلد.

أتساءل: لو نظروا إلينا فعلًا، بعيون مفتوحة، وقلب صادق هل كان سيتغير شيء؟

للأسف.. أعتقد وأتيقن كلا ولا .. لان سوداويتي مصرة ألّا تُفارقني وتقنعني بالواقع الصحيح .