القطاع الصحي الإماراتي ... جاهزية عالية واستجابة فورية تجاه الأزمات الإنسانية حول العالم
نبض البلد - رسخ القطاع الصحي في دولة الإمارات، في عام 2025، حضوره على المستوى الإقليمي والعالمي، لاسيما في الدول والمجتمعات التي تشهد أزمات إنسانية صعبة.
وبحسب التقرير الذي أعدته وكالة الأنباء الإماراتية ضمن الملف الصحي لاتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) أثبت القطاع الصحي الإماراتي جاهزيته الكاملة للاستجابة للحالات الإنسانية الطارئة حول العالم، عبر جهود ومبادرات أسهمت في تعزيز ودعم منظومة الرعاية الصحية في عدد من الدول الشقيقة والصديقة التي تشهد ظروفا استثنائية، وذلك من خلال إرسال المساعدات والإمدادات الطبية، وتقديم الخدمات الطبية والتشخيصية والعلاجية عبر مشافيها الميدانية، والتكفل بنقل المرضى والمصابين إلى أرضها للعلاج في مستشفياتها، هذا فضلا عن مبادراتها في إنشاء مجموعة من المرافق الطبية حول العالم.
وفي فلسطين، واصلت الإمارات عبر عملية "الفارس الشهم 3" تنفيذ مبادرات صحية متكاملة تجسد نهجها الراسخ في تقديم الرعاية الطبية للمصابين، لا سيما في المناطق المتأثرة بقطاع غزة.
وفي هذا الإطار، بلغ عدد الحالات التي تلقت العلاج في المستشفى الميداني الإماراتي في قطاع غزة حتى 8 نيسان الماضي أكثر من 51 ألف حالة، مع التركيز على الإصابات الحرجة والعمليات الجراحية الدقيقة.
وأطلقت الإمارات، من خلال المستشفى، مبادرة إنسانية نوعية لتركيب الأطراف الصناعية للمصابين ممن تعرضوا للبتر، بهدف دعم إعادة تأهيلهم وتمكينهم من استعادة حياتهم الطبيعية.
وقدمت الإمارات أيضا دعما طبيا شاملا للمستشفيات في غزة تجاوز حجمه 750 طنا من الإمدادات الطبية والأدوية، وشمل أجهزة ومولدات كهربائية لضمان استمرارية تقديم الخدمات الصحية.
ونفذت حملة تطعيم شاملة ضد شلل الأطفال لأكثر من 640 ألف طفل، ضمن جهود وقائية لحماية الأجيال القادمة من الأمراض الخطيرة.
وفي إطار الاهتمام بالحالات الحرجة، قامت الإمارات بإجلاء عدد من المرضى والمصابين من قطاع غزة إلى الدولة لتلقي العلاج، وبلغ عدد المستفيدين ما يزيد عن 1000 طفل و1000 من مرضى السرطان، تلقوا رعاية طبية متخصصة تضمنت العمليات الجراحية والعلاج التأهيلي والدعم النفسي.
واستقبل المستشفى الميداني العائم في مدينة العريش المصرية أكثر من 10 آلاف حالة قادمة من معبر رفح، وقدم لها خدمات طبية طارئة إلى جانب عمليات جراحية دقيقة، ضمن بيئة علاجية متكاملة تراعي أعلى معايير السلامة والرعاية الصحية.
وحملت قوافل المساعدات الإنسانية الإماراتية إلى الاشقاء الفلسطينيين عبر معبر رفح مئات الأطنان من المساعدات الطبية التي تضمنت أجهزة غسيل كلى، وأجهزة موجات فوق صوتية "التراساوند"، وأجهزة إنعاش رئوي، وكراسي متحركة، وأقنعة تنفس صناعي، إضافة إلى مواد استهلاكية طبية وأدوية متنوعة.
بدورها ارسلت "دبي الإنسانية" منذ كانون الثاني 2025، ثلاث شحنات إغاثية إلى مطار العريش المصري، نقلت على متنها حوالي 256 طنا متريا من الإمدادات الطبية التابعة لمنظمة الصحة العالمية لنقلها إلى داخل غزة.
وخصصت الإمارات منحة مالية قيمتها 64.5 مليون دولار أميركي لمستشفى المقاصد في القدس الشرقية، دعما للعمليات التشغيلية والكادر الطبي وتحديث المرافق.
وفي السودان، افتتحت دولة الإمارات، في آذار الماضي، مستشفى مادهول الميداني في ولاية شمال بحر الغزال بجمهورية جنوب السودان، بسعة أولية تضم 100 سرير وعدة عيادات متخصصة لخدمة قرابة مليوني شخص من المجتمع المضيف، والجنوب سودانيين العائدين من السودان، واللاجئين السودانيين في ولاية شمال بحر الغزال.
ويعد مستشفى مادهول الميداني المستشفى الثالث الذي شيدته دولة الإمارات لتوفير الخدمات الطبية للاجئين السودانيين في دول الجوار، حيث شيدت مستشفيين ميدانيين في مدينتي أمدجراس وأبشي في تشاد لتوفير الخدمات الطبية للاجئين السودانيين في دول الجوار، واللذين استقبلا 90889 حالة، كما قدمت الدعم إلى 127 منشأة صحية في عدد من الولايات.
وخصصت دولة الإمارات 70 مليون دولار لوكالات الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية والإغاثية في السودان، منها 8 ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية.
وفي أنغولا، أرسلت دولة الإمارات، في كانون الثاني الماضي، 25 سيارة إسعاف ومعدات ومستلزمات صحية متنوعة إلى جمهورية أنغولا الصديقة، وذلك ضمن حزمة المبادرة الإماراتية العالمية التي أعلنت عنها سابقا لدعم قطاع الصحة في إفريقيا بقيمة 220 مليون دولار أميركي، وذلك ضمن مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28"؛ إذ تركز المبادرة على تطوير الخدمات الصحية في قارة إفريقيا وبناء أنظمة صحية مستدامة تتمتع بمرونة أكبر لمواجهة التحديات المناخية.
وفي تشاد، شهد شهر نيسان الماضي، توقيع وكالة الإمارات للمساعدات الدولية وحكومة جمهورية تشاد اتفاقية بناء مستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك ومركز غسيل الكلى في أنجمينا عاصمة جمهورية تشاد.
ونصت الاتفاقية على بناء وتشغيل مستشفى "الشيخة فاطمة بنت مبارك" في العاصمة التشادية "أنجمينا"، على أرض مخصصة من حكومة تشاد بمساحة إجمالية (11300 متر مربع)، منها 9500 متر مربع كمساحة لبناء المستشفى، ومساحة 1800 متر مربع خاصة بمبنى إقامة الكادر الطبي، بالإضافة إلى تخصيص مساحة (4200 متر مربع) لبناء وتشغيل "مركز متخصص لغسيل الكلى" مجهز بأحدث التقنيات الطبية، ويوفر أحدث الخدمات الصحية لتقديم الرعاية العلاجية اللازمة لمرضى غسيل الكلى.
وفي أوغندا، في 17 كانون الثاني الماضي، وضمن برنامج مستشفيات الإمارات العالمية، وقعت دولة الإمارات وجمهورية أوغندا الصديقة، اتفاقية لبناء مستشفى إماراتي متكامل متخصص في طب العيون بمدينة "عنتيبي"، بقيمة 20 مليون دولار.
وجاء توقيع الاتفاقية، ضمن برنامج مستشفيات الإمارات العالمية، الذي يأتي في إطار مبادرة إرث زايد الإنساني والهادفة إلى بناء 10 مستشفيات متخصصة خلال عقد من الزمن في مختلف قارات العالم، لتكون هذه المستشفيات امتدادا لروح التعاون والتضامن التي لطالما ميزت السياسة الخارجية لدولة الإمارات.
وحول مواجهة الأمراض المدارية، تواصل دولة الإمارات تصدر الجهود الدولية للحد من انتشار الأمراض المدارية المهملة في العديد من الأقاليم والدول حول العالم، إذ تشكل مبادراتها الإنسانية ومساهماتها المالية عوامل رئيسية لتسريع الخطوات نحو الوصول إلى عالم خال نهائيا من تلك الأمراض.
وأوضحت نائب الرئيس التنفيذي للمعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية "غلايد" الذي يعمل تحت إشراف مؤسسة إرث زايد الإنساني الدكتورة الحوسني، أن المعهد شكل منذ تأسيسه عام 2019 إضافة حاسمة إلى قطاع الصحة العالمي، وساهمت جهوده في تسريع القضاء على الملاريا وداء الفيلي والعمى النهري وشلل الأطفال في العديد من الدول، حيث أطلق على مدى 6 سنوات عشرات البرامج في نحو 30 دولة خدمة لهذا الهدف.
وأشارت إلى أن المبادرة الصحية "بلوغ الميل الأخير" لمكافحة الأمراض المدارية المهملة حول العالم، والتي يدعمها سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، قد أعلنت في نيسان 2024 عن تقديم 55 مليون درهم إلى "غلايد"، وهي المنحة الثانية منذ إطلاق المعهد الذي يساهم في جهود استئصال أمراض.
يذكر أن عام 2017 شهد إنشاء صندوق بلوغ الميل الأخير وذلك بمبادرة من سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، برأس مال بلغ 100 مليون دولار، وخلال مؤتمر الأطراف "COP28" الذي استضافته دولة الإمارات في كانون الأول 2023 تم الإعلان عن زيادة حجم الصندوق إلى 500 مليون دولار بهدف رفع قدرته على الوصول إلى المناطق المتأثرة، من 7 دول إلى 39 دولة في جميع أنحاء إفريقيا، إضافة إلى اليمن.